منذ حوالي ساعة
هل لن يسألها الله يوم القيامة عن لماذا لم تفعل أي فعل حقيقي على الأرض ولماذا اكتفت بالكلام فقط؟؟ أليس الكلام فقط هو المفضل لأنه غير مكلف؟؟”.
اليوم في 2025 مازال هناك جدل كبير دائر بشأن طوفان الأقصى، ولكن هناك سؤال مهم لا يطرحه أحد ولن يجيب عنه أحد ويمكننا تصويره كالتالي:
((إن كل ما يكتب ويقال بشأن غزة وفلسطين هو:
يجب على المقاومة كذا ويجب على قطر كذا ويجب على تركيا كذا ويجب على حكام العرب والمسلمين كذا.. ولكن سؤالي هو:
“ما هو الواجب على كل مسلم ومسلمة وكل عربي وعربية وكل مدعي العدالة والمساواة في كل أنحاء العالم تجاه هذه الإبادة والتجبر الجاري في غزة وفلسطين؟؟
وكذلك ما هو واجب القوى والكيانات المعارضة للحكام وقادة هذه الكيانات وقادة هذه القوى المعارضة إزاء ذلك كله منذ 20 شهرا وحتى اليوم وغدا وبعد غد؟؟
هل الشعوب والقوى المعارضة معفاة من الواجب ويكفيها فقط الشجب والتنديد والكلام؟؟
هل لن يسألها الله يوم القيامة عن لماذا لم تفعل أي فعل حقيقي على الأرض ولماذا اكتفت بالكلام فقط؟؟ أليس الكلام فقط هو المفضل لأنه غير مكلف؟؟”.
وفي الواقع فإنه يوجد أكثر من 2 مليار مسلم في الكون، لكن أغلبهم كما في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال: “حب الحياة وكراهية الموت» ” [رواه احمد وابو داوود وغيرهما وهو حديث حسن] .
وعن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ «ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب» ”. [رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن] .
وعن أسلم أبي عمران، قال: “غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة، فحمل رجل على العدو، فقال الناس: مه مه، لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: {{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}} ، فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها، وندع الجهاد، قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية”. رواه أبو داود في سننه وهو حديث صحيح، وقول أبي ايوب ليس من قبيل الرأي فهو في حكم الحديث المرفوع في تفسير التهلكة المذكورة في الآية القرآنية.
ومن جهة أخرى فإن النقاش حول 7 أكتوبر الآن هو نقاش في غير محله لأننا لو ارتضينا الدقة لقلنا مثلا: هناك خطأ تكتيكي وليس استراتيجيا بإغفال بعض التدابير التي كان يجب العمل بها قبل البدء من قبل المقاومة..الخ، إذ ليس الخطأ في كل الموضوع.
وعلى العموم فهذا من جهة جزئية، أما الرؤية الكلية فيقول عنها محلل إسرائيلي مهم في مقال على موقع زمن إسرائيل:
((إن حماس كمنظمة عصابية بلا جيش وبلا دولة، انتصرت على الإسرائيليين في عدة مستويات في فترة قصيرة من الزمن:
أولها- تنفيذ هجوم قاتل في السابع من أكتوبر، وثانيها- جرّ الجيش إلى غزة دون أن يكون مستعداً له، وثالثها- منع القضاء عليها على يد أحد أفضل الجيوش في العالم، ورابعها- جرّ إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لارتكابها جريمة إبادة جماعية، وخامسها- نجحت بوضع القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية، وسادسها- جعلت الإسرائيليين غير مقبولين في نظر أجزاء واسعة من العالم)). انتهى.
لكن من جهتنا نقول إنه لا يصح ولا ينبغي أن نناقش 7 اكتوبر 2023 الآن، لأننا نحن (نتفزلك) و(نتفلسلف) بينما نحن نشاهد الإبادة المندلعة منذ 20 شهرا، أي لو أننا أسوياء ولسنا أمة مشلولة لأمكننا إيقاف هذه الإبادة الآن فورا، بمعنى لو كانت أمتنا عاجزة منذ 20 شهرا وقت اندلاع الحرب، ولم تكن جاهزة للتصدي لها حينها، ألم يكفها 20 شهرا لتحصيل أدوات التدخل العملي لفرض إرادتها على نازية الصهيونية وإيقاف تجبرها في فلسطين؟؟؟!!!
فبدلا من نقاش أن فعل المقاومة قبل 20 شهرا هل هو خطأ أو صواب فلنناقش هل وقوفنا مشلولين بلا أي فعل مؤثر حقيقي على الأرض لمدة 20 شهرا هل هو صواب أم خطأ؟؟
(ولنفترض أننا كان يجب علينا البناء من الصفر)
هل عجزنا عن بناء أدوات فعل مؤثرة منذ 20 شهرا وحتى اليوم هو أمر طبيعي جدا وصواب جدا؟؟!!
فما رأيكم؟؟؟
Source link