لا تحقر من المعروف شيئاً

حدثنا النبي ﷺ عن رجلين فعل كل منهما فعلاً رضيه ﷲ ﷻ، فشكر لكل منهما وغفر لهما، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «بينما رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسك به، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر ﷲ له، فغفر له».

وعن أبي هريرة أن رسول ﷲ ﷺ قال: «بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر ﷲ له فغفر له». 

‏صح عند الطبراني من حديث ابن عمر
أن النبي ﷺ قال: «ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أعتكف في هذا المسجد شهراً».

وهذا من الأحاديث العجيبة التي تبين فضل الإحسان إلى الخلق والمشي في حاجاتهم، وأن أجر ذلك عظيم جداً وثوابه جزيل لا يقدره إلا الرب ﷻ. و‏أخبرنا ﷲ ﷻ أن الذي يفعل الحسنات يزيد له في حسناته {ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد لَهُ فيها حُسنًا}

لذلك لا ينبغي للإنسان أن يحقر من المعروف شيئاً، فرب عمل يبدو أمام عينيه زهيداً حقيراً، فيكون سبباً في جلب مغفرة ﷲ وشكره للعبد وإدخاله الجنة بذلك العمل.