السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخوانكم في الاحواز يسئلون ماحكم زيارةه كربلاء(الحسين) وفي هذه الزيارةه يوجد اختلاط بل نساء ونساء متبرجات وماشابه ذلك جزاكم الله خير الاجابه نفعنا الله بعلمكم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلم يبين السائل الكريم المقصد من زيارة تلك البلدة، ولكن من المعلوم أن هذه البقعة يقع فيها من أنواع الإشراك بالله ما هو معلوم، فضلاً عن المنكرات التي ذكرها، فإن كان لا حاجة تدفعه للسفر فالأفضل والأكمل ألا يسافر؛ فإن السلامة في الدين لا يعدها شيء؛ فقد روى أبو داود عن ثابت بن الضحاك، قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً بِبُوَانَةَ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟” قالوا: لا، قال: “هل كان فيها عيد من أعيادهم؟”، قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوف بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم”، الحديث صححه الألباني.
جاء في كتاب “إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان” (1/ 190-192) لشيخ الإسلام ابن القيم بعدما ذكر الحديث السابق: “… قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا قبرى عيدا”، والعيد: مأخوذ من المعاودة، والاعتياد، فإذا كان اسمًا للمكان فهو المكان الذى بقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة، أو لغيرها، كما أن المسجد الحرام، ومنى، ومزدلفة، وعرفة، والمشاعر، جعلها الله تعالى عيدًا للحنفاء، ومثابة، كما جعل أيام التعبد فيها عيدًا. وكان للمشركين أعياد زمانية ومكانية، فلما جاء الله بالإسلام أبطلها، وعوض الحنفاء منها عيد الفطر، وعيد النحر، وأيام منى، كما عوضهم عن أعياد المشركين المكانية بالكعبة البيت الحرام، وعرفة، ومنى، والمشاعر.
فاتخاذ القبور عيدا هو من أعياد المشركين التى كانوا عليها قبل الإسلام، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فى سيد القبور، منبها به على غيره… إلى أن قال: قال شيخ الإسلام قدس الله روحه: “ووجه الدلالة: أن قبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيدًا، فقبر غيره أولى بالنهى كائنًا من كان، ثم إنه قرن ذلك بقوله: “ولا تتخذوا بيوتكم قبورا”، أى لا تعطلوها من الصلاة فيها، والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور. فأمر بتحرى النافلة فى البيوت، ونهى عن تحرى العبادة عند القبور، وهذا ضد ما عليه المشركون من النصارى وأشباههِم، ثم إنه عقب النهى عن اتخاذه عيدًا بقوله: “وصلوا على؛ فإن صلاتكم تبلغنى حيث كنتم”، يشير بذلك إلى أن ما ينالنى منكم من الصلاة والسلام تحصل مع قربكم من قبرى وبعدكم؛ فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا”. وقد حرف هذه الأحاديث بعض من أخذ شبها من النصارى بالشرك، وشبها من اليهود بالتحريف، فقال: هذا أمر بملازمة قبره، والعكوف عنده، واعتياد قصده وانتيابه، ونهى أن يجعل كالعيد الذى إنما يكون فى العام مرة أو مرتين، فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذى يكون من الحول إلى الحول، واقصدوه كل ساعة وكل وقت. وهذا مراغمة ومحادة لله ومناقضة لما قصده الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وقلب للحقائق، ونسبة الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى التدليس والتلبيس، بعد التناقض. فقاتل الله أهل الباطل أنى يؤفكون” اهـ..
وعليه، فيجوز الذهاب لتلك البقاع إن دعت الحاجة؛ لأنك لم تقصد بزيارتك القبر ولا المشاركة في الأعمال الشركية المنتشرة في تلك البقاع، ولكن مع الحذر من فتنة الشهوات والشبهات، كما يجب عليك الابتعاد عن الأماكن التي يشرك فيها بالله سبحانه وتعالى،، والله أعلم.
Source link