هل عمل القلب معتبر في الكفر أم القصد إلى الفعل؟ – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

انا من حوالى 5 سنين وانا عمرى 19 سنة حصل ايذاء للنبي اقرب الى السب فدخلت فى وسواس قهرى وتعبت جامد وبعدها بفترة بعد ماتوبت الى الله وانا ماشي دماغي تقول لي قل وكده كده باب التوبة مفتوح فلاسف وقعت فيها تاني بعد ماكنت توبت اول مره فاانا كده يعتبر اسرفت فى حق النبي بالسب هل لى توبة ؟ للعلم انا كنت مشيت بعد كل ده للطريق الصحيح ةبدات اخد العلم النافع من دين الله بس للاسف حصلى قنوط من رحمه الله عزوجل مش عارف اعمل ايه هل لى توبة ؟ واوقات بيحصل سب جوا دماغى وبمشي ورا الوسواس من هز دماغ وغير ه

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

 فالذي يظهر أنك مصاب بالوسواس، ومعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن الله سبحانه لا يحاسب المسلم على وساوس النفس وخطراتها، كما لا يحاسبه على ما فعله على سبيل الخطأ؛ لأن القصد إلى الفعل يشترط لمؤاخذة المكلف، والموسوس لا قصد له؛ قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، والوسوسة وخطرات ليست من كسب الإنسان؛ لأنها حيث النفس وألقيات الشيطان، وقال سبحانه وتعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106]، ومن تأمل الآية الكريمة علم أن الله سبحانه وتعالى إنما راعى عمل القلب فقط؛ فقد ذكر تعالى من كفر بالله من بعد إيمانه، وذكر وعيده في الآخرة، ثم قال: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [النحل: 107]، فبين تعالى أن الوعيد إنما استحقوه باستحباب الدنيا على الآخرة، فجعل سبحانه وتعالى استحباب الدنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخسران، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: “يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا”.

وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان))؛ متفق عليه.

قال – صلى الله عليه وسلم -: ((رفع عنْ أمَّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))؛ رواه بن ماجه والحاكم.

ومما يبين أن الأمور بمقاصدها أن المسلم ينطق بكلمة الكفر من غلبة الفرَح أو الغضب أو نحوهما، فلا يكفر بها لعدم القصْد؛ كما روى مسلم عنْ أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتتْ منه وعليها طعامُه وشرابُه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلِّها قد أيس مِن راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال – مِن شدة الفرح -: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ مِن شدة الفرح)).

قال أبو محمد ابن حزم في “الفِصَل في المِلَل والأهواء والنحل”: “ولكن مَن شرح بالكفر صدرًا، أخرج من ثبت إكراهه عنْ أن يكون بإظهار الكُفر كافرًا إلى رخصة الله تعالى، والثبات على الإيمان، وبقي مَن أظهر الكفر، لا قاريًا، ولا شاهدًا، ولا حاكيًا، ولا مكرهًا على وُجُوب الكُفْر له بإجماع الأمة على الحكم له بحكم الكفر، وبِحُكْم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذلك وبنص القرآن”. اهـ.

ولمزيد فائدة راجع على الموقعنا الفتاوى: الوسواس القَهْري، الله أكبر، الحمدلله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة، المؤمن أكثر إصابة بالوسواس من الكافر؟،، والله أعلم.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

حكم زياره كربلاء – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخوانكم في الاحواز يسئلون ماحكم زيارةه كربلاء(الحسين) وفي هذه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *