الناس ألوان في طبائعهم كألوان الطبيعة: ألوانٌ باهتة، وثانيةٌ فاقعة، وثالثة جميلة تعكس طباع الناس، وطباع أنفسهم في الحياة والمجتمع.
الناس ألوان في طبائعهم كألوان الطبيعة: ألوانٌ باهتة، وثانيةٌ فاقعة، وثالثة جميلة تعكس طباع الناس، وطباع أنفسهم في الحياة والمجتمع.
تغيرت الحياة وفرضت على الفرد أنماطًا وسلوكيات جديدة أثرت على النفس البشرية، والمرء الذي يصادم هذه الأنماط أو لا يحسن التعامل معها ترمي به في بحر الفوضوية والتعب.
وأحسبُ أن صمام أمان هذه المعضلة هو: (التصالح مع النفس) التصالح معها في البحث عن استقرارها وطمأنينتها بالإيمان واليقين.
التصالح معها باختيار الأصحاب الصالحين لها همًا ورسالةً وأدبًا واحترامًا.
التصالح معها بعدم تحميلها فوق طاقتها، والزَّج بها في الأمواج التي لا تحسن الإبحار فيها.
التصالح معها بمراجعتها وتفتيش مكامن الخلل فيها، ومعالجتها والنهوض بها إلى سلالم النجاح.
التصالح معها بعدم غشها بإضفاء الشرعية على أهوائها وأمراضها، وتربيتها على محطات الهدى والحق.
إنَّ عدم معرفة النفس والتعارك معها مؤذن باختلال التوازن النفسي لدى الفرد الذي سيؤثر قطعاً على تصوراته واستنتاجاته، وتعامله مع المواقف والأحداث.
تأمل فيمن حولك: كم من كتابةٍ أو موقفٍ أو تغريدةٍ أو منشور لا يُفسر عند العقلاء إلا بزيادة الاعتلال النفسي لدى راقمه!
كم من بحوث منشورة، وأراء منثورة لو سلمت من الشحن النفسي، وآفات النفس المهلكة لكانت في مراقي الفلاح ومجرَّات النجوم.
إذن هو الاسترسال مع أهواء النفس وعللها، وتركها ترعى في مراتع الهوى والغواية، وعدم معرفتها حق المعرفة، وتنزيلها على مناطها الصحيح.
فيا خيبة من دسى نفسه، ويا فلاح من زكى نفسه:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها}.
____________________________________________
المصدر: قناة د. عبداللطيف التويجري
Source link