شكرُ النّعم – أحمد بن ناصر الطيار

من أعظم ثمار شكرك لله بصدق على نعمه الظاهرة والباطنة: استِمْتاعُك بها.
وقلّة شكرك سببٌ في قلّة أو انعدام استمتاعك بها.
فمتى انْعدم احْساسك بالنعم التي تتقلب بها من الأمن، والعافية، ووفرة الطعام والشراب، والأهل، والمسكن، والمركب: فاعلم أنك مقصّر في شكر الله تعالى، الذي عاقبك على قلة شكرك على نعمه بحرمانك من الاستمتاع والتلذّذ بها.

وصدق الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ‌لَئِنْ ‌شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
كم يؤلم أن تسمع من بعضهم حينما يرى وجبة الطعام: ملَلْنا من هذا الطعام! وهو طعام يتمنّاه ملايين من الناس الذين ابتلاهم الله بالحرب أو الفقر أو المرض.

كم يؤلم حينما تسكن في بيت واسع ومليء بأصناف الطعام، ويشربون من الماء عذب، ويغتسلون منه متى شاؤوا، ثم يقول أحدهم: ملَلْنا من البيت! أو يقول: البيت يجيب الهمّ! أو يقول: أثاثُ البيت قديم!
ألا يعلمون أنّ هناك من يسكنون الخيام في العراء، ويؤذيهم حرّ الصيف وبرْد الشتاء، ولا يجدون في خيامهم ثلاجات، وليس عندهم إلا القليل من الماء والطعام واللباس والغطاء!

يا أخي، اشكر الله كلّ يوم على نعمه الكثيرة.
اشكر الله كلّ يوم على نعمة العافية.
اشكر الله كلّ يوم على نعمة الأمن.
اشكر الله كلّ يوم على نعمة الهداية.
اشكر الله كلّ يوم على نعمة المسكن.
اشكر الله كلّ يوم على نعمة الأهل.
اشكر الله كلّ يوم على نعمة وفرة الطعام والماء في بيتك.
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، اللهم اجعلنا لك عابدين، ولنعمك شاكرين