«إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته»، قالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق الرجل من صلاته؟ قال: «لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها»، فالبدار البدار والمسارعة المسارعة لأداء صلاة يرضى بها ربك، وتسعد بها نفسك.
سألني صديقي: أنا أُصلِّي بلا خشوع، ولا أجد في الصلاة راحةً، وأتمنى أن أصلي صلاةً أرتاح بها لا أرتاح منها، فما السبيل إلى ذلك؟
قلت له: إني أشكو مما تشكو منه.
وغيرُ تقيٍّ يأمر الناس بالتُّقى ** طبيب يداوي والطبيب عليل
ولكن لا مانع من الدندنة حول السبيل إلى الخشوع في الصلاة لنرتقي سويًّا في مدارج المتقين.
فأقول مستعينًا بربي: على مقدار ما يبذل المرء من جهد للخشوع في الصلاة تكون راحته في الصلاة وسعادته بها، فكلما زادت مجاهدة المرء لنفسه، وكلما بذل جهدًا أكبر في استحضار قلبه وعقله ومشاعره ووجدانه وأحاسيسه في الصلاة، وجد الراحة في الصلاة، والسعادة بها، والأنس بمناجاة ربه.
وعلى النقيض من ذلك كلما صلَّى المرء بإهمال، ولم يجاهد هواه ولا نفسه ولا شيطانه في إحسان الصلاة، فإهماله هذا يجعله يصلي صلاةً يرتاح منها لا يرتاح بها، ولا يطمئن بها قلبُه، ولا تسعد بها نفسه.
فيا أخى الحبيب، إذا أردت الخشوع في الصلاة، وأن تصلي صلاةً ترتاح بها نفسك، ويسعد بها قلبك، فقبل الدخول في الصلاة، استحضر عظمة ربك، وأحضر قلبك من مشاغل وهموم الدنيا، واستجمع عقلك وقلبك ومشاعرك في عمل واحد هو الصلاة، ولا يكن جسدك في الصلاة، وقلبك في مشاغل الحياة، وخف من ربك، واستحضر الوقوف بين يديه للحساب، وأن هذه الصلاة ستُحاسَب عليها، «إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته»، قالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق الرجل من صلاته؟ قال: «لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها»، فالبدار البدار والمسارعة المسارعة لأداء صلاة يرضى بها ربك، وتسعد بها نفسك.
اللهم أحسِنْ وقوفَنا بين يديك.
_______________________________________________
الكاتب: أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
Source link