لو أنَّ المسلمينَ الْتَزَمُوا ما أَمَرَهم به ربُّهم به منَ التَّواصِي والتَّناصُح، لما انتشرتِ الغِيبة بينهم بِهَذه الصورة المؤذِية؛ ولكنَّهم اسْتبدلوا بِهَذا الأمر الإلهي الغَمْزَ، واللَّمْزَ، والسُّخْرية، والاسْتِهزاء، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
ولو أنَّ المسلمينَ الْتَزَمُوا ما أَمَرَهم به ربُّهم به منَ التَّواصِي والتَّناصُح، لما انتشرتِ الغِيبة بينهم بِهَذه الصورة المؤذِية؛ ولكنَّهم اسْتبدلوا بِهَذا الأمر الإلهي الغَمْزَ، واللَّمْزَ، والسُّخْرية، والاسْتِهزاء، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
فهل يستطيع المسلمونَ – وهم على هذه الشَّاكِلة – أن تَتَّحدَ قلوبُهم، وأن يَتَكاتَفُوا، وَيَتَآزَرُوا، وَيَتَواصَوا بالصَّبْر، على حمل العِبْءِ الثَّقيل في نَشْر هذا الدِّين بين الناس أجمعين؟ قال – تعالى -:
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17].يقول سيد قطب – رحِمَه الله -:
فمعنى الجماعة قائمٌ في هذا التَّوجيه، وهو المعنى الذي يُبْرِزه القرآن، كما تُبْرِزه أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأهميته في تحقيقِ حقيقة هذا الدِّين، فهو دينُ جماعة، ومنهج أمَّة، مع وضوح التَّبِعة الفرديَّة، والحِساب الفردي فيه وضوحًا كاملاً.
إنَّ المسلم إذا تَرَبَّى في أُسْرَته على التَّقوى، وعلى خَشْية الله – تعالى – ومُرَاقبة أفعاله وأقواله، وأنه محاسَب عليها، لَضَبَط لِسَانه، وصَانَه عَنِ الغِيبة، وإن عاشَ في جَوٍّ منَ الرَّحْمَة، والودِّ، والتَّعاطُف، والتَّعاوُن – لَخَرجَ وقلبه سَلِيمًا للناس؛ لأنَّه ذَاقَ طَعْمَ الحُبِّ والرَّحْمة، وإن عُوِّدَ على فِعْل الخَير، وصِلَة الرَّحِم، ومساعدة الآخرين ونُصْحهم، لاسْتَشْعَر أُخُوَّتَه مع المسلمين، وأَحَبَّ نُصْحَهم؛ ولكن منَ الواضِح أنَّ هناكَ تقصيرًا كبيرًا في التَّربية والتَّنْشِئة، في كثيرٍ منَ الأسر المسلمة، والله المستعان.
ومع هذا فلا بدَّ مِن مُجاهَدة النَّفس، وحِفْظ اللِّسان عنِ الغِيبة، والاستغفار منَ الذُّنوب والمعاصِي، فلَعَلَّ الله أن يُؤَلِّف بين قلوبنا، ويُوَحِّدَ كَلِمتنا.
اللهُمَّ ثَبِّتْنا على نَهْج الاستقامة، وأَعِذْنا في الدُّنيا مِن مُوجبات النَّدامة يوم القيامة، اللهم آمين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
Source link