منذ حوالي ساعة
لو انا بحفظ القرآن من غير التجويد صعب عليا ومش متقناه كدا انا مش هيبقي زي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقال لصاحب القرآن اقرا القران وارتقي ورتل في أن منزلتك عند اخر ايه تقرائها
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإن من رحمة الله تعالى أنه لا يكلف الإمسلم إلا ما في وسعه، ومن ذلك قراءة القرآن العظيم وتدبر آيته؛ {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وفي الصحيح من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((الماهر بالقرآن، مع السّفرة الكرام البررة، والّذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران))، فبين رسول حال الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة؛ لجودة حفظه وإتقانه، وبين أن جزاءه أنه مع السفرة الكرام البررة، والسفرة الرسل، والبررة المطيعون من البر وهو الطاعة، ثم بين حال غير الماهر وهو من يتتعتع فيه، أي: يتردد في تلاوته لضعف حفظه، وأن له أجرين أجر بالقراءة وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته.
وقد بين أهل العلم أن لا يجب القراءة بالتجويد، وإنما ينبغي إقامة الكلمات والحروف على الشكل المرسوم، من علامات الإعراب، حسب الشكل المرسوم سواءٌ كان ذلك بطريق التجويد أو بغير طريق التجويد؛ لأن التجويد لا يراد به إلا تحسين اللفظ فقط، وتحسين اللفظ ليس بواجب وإنما هو من كمال القراءة مع تجنب اللحن الجلي الذي يتعلق بمبنى الحرف ومعناه.
إذا علم هذا فقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتّل، كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منْزلتك عند آخر آية تقرأ بها))؛ أخرجه أحمد وأبو داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وصاحب القرآن يدخل فيه من قرأ بالتجويد ومن قرأ بغير تجويد.
جاء في “معالم السنن” (1/ 290): “ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على اقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءًا منها كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة”. اهـ.
وظاهر الحديث أن المراد بذلك القراءة سواء كان عن ظهر قلب أو من مصحف، وفضل الله تعالى واسع.
قال صاحب “عون المعبود”(4/ 237): “(لصاحب القرآن): أي من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤه ولا يعمل به، (اقرأ وارتق) أي إلى درجات الجنة أو مراتب القرب، (ورتل) أي لا تستعجل في قراءتك في الجنة التي هي لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة، (كما كنت ترتل) أي في قراءتك، وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية، (في الدنيا) من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف”.
هذا؛ والله أعلم.
Source link