بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين….أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من ” باب المبادرة إلى الخيرات “, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& قوله: (( «فتناً كقطع الليل المظلم» )) أخبر أنه ستوجد فتن كقطع الليل المظلم, يعني أنها مدلهمة مظلمة لا يرى فيها النور والعياذ بالله, ولا يدري الإنسان أين يذهب يكون حائراً, ما يدري أين المخرج, أسأل الله وإياكم أن يعيذنا من الفتن.
& الفتن منها ما يكون من الشبهات, وفتن تكون من الشهوات.
& فتن الشبهات: كل فتنة مبنية على الجهل فهي شبهة ومن ذلك ما حصل من أهل البدع الذين ابتدعوا في عقائدهم ما ليس من شريعة الله.
& الفتن تكون….من الشهوات, بمعنى أن الإنسان يعرف أن هذا حرام, ولكن لأن نفسه تدعوه إليه فلا يبالي, بل يفعل الحرام, يعلم أن هذا واجب, لكن نفسه تدعوه للكسل فيترك هذا الواجب, هذه فتنة شهوة.
& فتنة بني إسرائيل كانت في النساء, وهي أعظم فتنة, وهناك أناس الآن يحيكون كل حياكة من أجل أن يهدروا كرامة المرأة, من أجل أن يجعلوها كالصورة, كالدمى, مجرد شهوة وزهرة يتمتع بها الفساق والسفلاء من الناس.
& نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن. واستعيذوا دائماً من الفتن.
& ما يفعله جهلة الناس اليوم من حلق اللحية…يرونها…زينة وجمالاً, والحقيقة أنها شين وأنها قبيح, لأن كل شيء ينتج عن هذه المعصية فلا خير فيه
& لا شك أنه معصية للرسول عليه الصلاة والسلام, وإن الإنسان ليخشى عليه من هذا الذنب أن يتدرج به الشيطان إلى ذنوب أكبر وأعظم.
- الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة:
&ذهب كثير من العلماء إلى أن الإنسان إذا أصرَّ ولو على الصغيرة صارت الصغيرة كبيرة.
& ما يفعله جهلة الناس اليوم من حلق اللحية, تجدهم يحلقون اللحية ويصرون على ذلك,…وهؤلاء الذين يصرون على هذه المعصية وإن كانت صغيرة, أخطأوا لأنها بالإصرار تنقلب كبيرة, والعياذ بالله.
& أما المحسنون في قوله: ﴿ {والله يحبُّ المُحسنينَ} ﴾ فالمراد بهم المحسنون في عبادة الله, والمحسنون إلى عباد الله.
& المحسنون في عبادة الله…يعني أن تعبد الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر كأنك تري ربك تريد الوصول إليه, فإن لم تفعل فاعلم أن الله يراك, فاعبده خوفاً وخشية, وهذه المرتبة دون المرتبة الأولى.
& أما الإحسان إلى عباد الله: فأن تعاملهم بما هو أحسن في الكلام والأفعال والبذل, وكف الأذى وغير ذلك…ومن الإحسان أيضاً: أنك إذا رأيت أخاك على ذنب أن تبين له ذلك وتنهاه عنه, لأن هذا من أعظم الإحسان إليه.
كظم الغيظ من أسباب دخول الجنة:
& الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب, لأن الإنسان إذا غضب ثارت نفسه, فانتفخت أوداجه واحمرت عيناه, وصار يحب أن ينتقم, فإذا كظم الغيظ وهدأ, فإن ذلك من أسباب دخول الجنة.
- العفو عن من أساء إليك:
& إذا أساء إليك شخص معروف بالإساءة والترد والطغيان على عباد الله, فالأفضل ألا تعفو عنه, وأن تأخذ بحقك, لأنك إذا عفوت ازداد شره, أما إذا كان الإنسان الذي أخطأ عليك قليل الخطأ, قليل العدوان…فهنا الأفضل أن تعفو.
& الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها, فإنهم يخسرون من الآخرة بقدر ما ربحوا من الدنيا.
- تسلط ولاة الأمور على الناس:
& ولاة الأمور قد يسلطون على الناس, بسبب ظلم الناس…الناس على دين ملوكهم, فإذا ظلم ولاة الأمور الناس فإنه غالباً يكون بسبب أعمال الناس.
& إذا رأيت ولاة الأمور قد ظلموا الناس في أموالهم أو في أبدانهم أو حالوا بينهم وبين الدعوة إلى الله عز وجل…ففكر في حال الناس تجد أن البلاء أساسه من الناس هم الذين انحرفوا فسلط الله عليهم من سلط من ولاة الأمور.
& وجوب الصبر على ولاة الأمور وإن ظلموا وجاروا لأنك سوف تقف معهم موقفاً تكون أنت وإياهم على حد سواء عند ملك الملوك سوف تكون خصمهم يوم القيامة إذا ظلموك…فأنت سوف تقف معهم بين يدي الله ليقضي بينهم فاصبر وانتظر الفرج
& الفاحشة ما يستفحش من الذنوب, وهي كبائر الذنوب: مثل الزنا, وشرب الخمر, وقتل النفس وما أشبهها, كل ما يستفحش فهو فاحشة.
& غزوة أحد…ذكرها الله عز وجل في سورة آل عمران, وتكلم عليها الحافظ ابن القيم رحمه الله كلاماً جيداً, لم أر مثله في كتاب ” زاد المعاد “, في بيان الحكم العظيمة من هذه الغزوة.
& الناس كلما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور إن الرفاهية هي التي تدمر الإنسان, لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه, وصار أكبر همه أن ينعم هذا الجسد…وهذا هو البلاء.
& الزمان يتغير ويتغير إلى ما هو أشر. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم لأصحابه: (( «من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً » )) وأظن أننا وعيشنا في الدنيا قليل بالنسبة لمن سبق نرى اختلافاً كثيراً…بين سنين مضت وسنين الوقت الحاضر.
& حدثني من أثق به أن هذا المسجد مسجد الجامع كان لا يؤذن لصلاة الفجر إلا قد تمّ الصفُّ الأول, يأتي الناس إلى المسجد يتهجدون, أين المتهجدون اليوم لا ما شاء الله؟ قليل!! تغيرت الأحوال.
&تجد الواحد…إذا أصبح يقول اللهم ارزقني قلبه معلق بالله عز وجل فيرزقه الله وأما الآن فأكثر الناس في غفلة…يعتمدون على من سوى الله ومن تعلق شيئا وكل إليه
الغني:
& نحن نشاهد أن الغنى يكون سبباً للفساد والعياذ بالله, تجد الإنسان في حال فقره مخبتاً إلى الله, منيباً إليه, منكس النفس, ليس عنده طغيان, فإذا أمده الله بالمال استكبر والعياذ بالله, وأطغاه غناه.
& ليست سعادة الدنيا بكثرة المال, لأنه قد يطغي.
- استعاذ الإنسان أن يرد إلى أرذل العمر:
& نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الرد إلى أرذل العمر, لأن الإنسان إذا ردّ إلى أرذل العمر تعب وأتعب غيره, حتى إن أخص الناس به يتمنى أن يموت لآنه آذاه وأتبعه, وإذا لم يتمن بلسان المقال فربما يتمنى بلسان الحال.
& اعلم أنك إذا عودت نفسك على التهاون اعتادت عليه, وإذا عودتها على الحزم والفعل والمبادرة اعتادت عليه…إذا عودت نفسك العمل الصالح اعتادته وسهل عليها وانقادت له وإذا عودت نفسك الكسل عجزت عن القيام بالعمل الصالح
& لا تجعل المال أكبر همك, اركب المال فإن لم تركب المال ركبك المال, وصار همك هو الدنيا.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link