ما كان لفلسطين وقدسها الشريف أن تصبح دار استيطان وهجرة لليهود، كي تصبح لهم وطناً؛ إلا في ظل ما رسمه وخطَّط له أعداء الأمة العربية والإسلاميـة، والذي ابتدأ مع حملة نابليون على مصر سنة 1799م، وتوجّه مؤتمر “كامبل بانرمان”، رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907م، لزرع اليهود في فلسطين وتهويدها بقصد فصل الشرق العربي عن مغربه. ووقعت الواقعة في الأمة عندما خُدِعوا بثورة عربية لسنة 1916م نُكبت فيها الأمة واستُعمرت بلدانها لتحقيق مشروع تهويد فلسطين.
ما كان لفلسطين وقدسها الشريف أن تصبح دار استيطان وهجرة لليهود، كي تصبح لهم وطناً؛ إلا في ظل ما رسمه وخطَّط له أعداء الأمة العربية والإسلامية، والذي ابتدأ مع حملة نابليون على مصر سنة 1799م، وتوجّه مؤتمر “كامبل بانرمان”، رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907م، لزرع اليهود في فلسطين وتهويدها بقصد فصل الشرق العربي عن مغربه. ووقعت الواقعة في الأمة عندما خُدِعوا بثورة عربية لسنة 1916م نُكبت فيها الأمة واستُعمرت بلدانها لتحقيق مشروع تهويد فلسطين.
وقبل أن تقوم دولة إسرائيل، وتزامناً مع استعمار دول الطوق فلسطين؛ هيَّأ الاستعمار والحركة الصهيونية البيئة المكانية والزمانية والفكرية لقبول فكرة تهويد فلسطين؛ ولهذا فعندما ولدت دولة إسرائيل يمكننا أن نقول إن حملها طال قرابة قرن ونصف القرن، والذي لا يقرأ ذاكرة القرن التاسع عشر للميلاد، لا يدرك حقيقة ما نزل بفلسطين اليوم، فالجغرافية السياسية والإقليمية للواقع العربي اليوم إنما كانت من عطاء هذه الذاكرة، وإن حال الضعف والتشرذم والفوضى في العالم العربي والإسلامي، قد ارتبط وبشكل مباشر بالوجود الإسرائيلي الذي رمانا فيه الغرب الأوروبي، فما كان لهذا الواقع والحال الذي نزل بنا ووصلنا إليه، إلا بهذا المولود الذي ولد سفاحاً، والذي هو دولة إسرائيل، ولا حل للأمة في الخلاص منه إلا بما سار عليه سلف هذه الأمة بتحرير فلسطين من الغزاة الفرنجة.
بطلان دعوى يهودية فلسطين تاريخياً عند المؤرخين اليهود:
لعل اليهود السلف من بناة دولة إسرائيل، قد تركوا لليهود الخلف أمر تهويد القدس وأقصاها، بعد أن رسم اليهود للعرب مستقبلاً مظلماً يسوده الضعف والتمزُّق كالحال الذي يعيشونه اليوم، ففي ظل هذا الواقع تسير خطى التهويد بعد أن هيّأ اليهود لذلك الواقع المناسب لأمر التهويد، في حال ما وصل إليه العرب والمسلمون.
وإن الباحث في القدس خاصة، وفلسطين عامة، يجد أن جميع من تعاقب على المسلمين من ولاة أمر كان لهم اهتمام مباشر ينصبُّ على القدس وحرمها الشريف، كاهتمامهم بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بل إن العثمانيين أطلقوا على الشام بعموم جغرافيتها الحاضنة لفلسطين، اسم (شام شريف)؛ تكريماً للقدس الشريف.
ولم يكن ليصيب فلسطين ما نزل بها وأصابها؛ لولا ما جناه العرب على أنفسهم في قضية الثورة العربية الكبرى لسنة 1916م، التي كان من عطائها وعد بلفور المؤرخ في 2/11/1917م، الذي تزامن مع احتلال قوات اللنبي القدس بعد أقل من شهر؛ ولواقع حال مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر للميلاد، وقوة النفوذ اليهودي فيها، والذي ساعد عليه احتلال الإنكليز مصر سنة 1882م، الذي جعل من مصر بوابة عبور لفلسطين، حيث تواصلت الهجرات اليهودية إليها.
وخير من تكلم عن النفوذ اليهودي في مصر تمهيداً لتهويد فلسطين، الدكتور علي شلش في كتابه النفيس (اليهود والماسونية في مصر)، حيث بين فيه الإعلام المصري الذي يسيطر عليه نصارى بلاد الشام يومها، ومثلوا فيه أسوأ دور في توظيف إعلامهم الذي يقومون عليه، فيما يخدم تهويد فلسطين، هذا وقد ناهض سياسة التهويد هذه العديد من المؤرخين اليهود، وكان منهم اليهودي العراقي الذي أصبح اسمه بعد إسلامه رحمه الله “أحمد سوسة”، فهو صاحب كتاب: (العرب واليهود في التاريخ)، كدراسة علمية توثيقية قدمها للأستاذ صموئيل هوك مؤلف كتاب: (أصول الديانات السامية القديمة)، الذي اقتنع بأن الديانة اليهودية هي من عطاء البيئة السامية، وفي الكتاب يبيّن “د. سوسة” أن الموروث اليهودي إنما هو من عطاء الموروث العربي، والعرب هم أصحاب الحضارات القديمة في فلسطين وغيرها من بلاد الشام والعراق.
ومن العلماء والمؤرخين اليهود الذين أسقطوا نظرية الحق التاريخي لليهود في فلسطين، الدكتور “نورمان كانتور”، وهو أكبر كتّاب التاريخ اليهودي، فيقول: “إن الوعد الحق المقدس لليهود في فلسطين لم يثبت علمياً، وإنه شيء ينتمي إلى عالم الأدب، أكثر مما ينتمي إلى علم الدين”.
وفي دراسته المهمة التي جاءت بعنوان: (السلاسل المقدسة)، يستشهد بخلاصة توصل إليها “روبرت ألتر”، أستاذ الديانة اليهودية في جامعة بيركلي – كاليفورنيا، يقول فيها: “إن التوراة المتداولة الآن يجب قراءتها بعيون الأدب وليس بعيون التاريخ أو الدين”، ويضيف”وليم درايميل” في كتابه عن القدس بعنوان (المدينة المسحورة)؛ تفاصيل عن الجهود التي بذلها الكيان الصهيوني من سنة (1948-1995م) في التنقيب عن بقايا هيكل سليمان، فيقول: “كان تقدير العلماء الإسرائيليين بأن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات واستمرت رغم اعتراضات منظمة اليونسكو، وكانت الآثار التي تم الوصول إليها بقايا قصر لأحد الأمراء الأمويين، وهذا أمر يكشف مدى كذب اليهود في أمر الهيكل المزعوم، وأنه ليس لهم ماضٍ يقوم عليه حاضر دولتهم تاريخياً”.
وعلقت الدكتورة “شولاميت جيفا”، أستاذة الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب، بكلام نصي، وكان على الشكل التالي: “إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفاً أن يكون أداة للحركة الصهيونية، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة”.
وقد روي عن رابين أنه التقى أحد علماء الآثار اليهود فسأله عن بقايا هيكل سليمان هل صحيح أنها تحت المسجد الأقصى “كي يتم لي هدمه وبناء الهيكل”؟
فكان جوابه -أي عالِم الآثار-: “لا صحة لذلك. وقد اقتنع رابين بذلك الكلام… فكل هذا دليل على عدم صحة دعوى اليهود التاريخية في حقهم بالقدس الشريف، ولهذا فكتاب الدكتور “سوسة” رحمه الله يعتبر وثيقة من وثائق التاريخ في كذب وبطلان دعاوى اليهود التاريخية في يهودية القدس وفلسطين”.
وجاء بناء جدار الفصل الذي أقامه اليهود اليوم ليسقط من جديد نظرية الحق التاريخي التي روَّجت لها الحركة الصهيونية في (عقيدة المخلص) التي شاعت في أوروبا عبر المحافل الماسونية والمذهب الأنجلكاني -البروتستاني-، الذي هوّد فيه اليهود النصرانية كما روّم الروم النصرانية عندما تم لهم اعتناقها في عهد قسطنطين الأول سنة (332م).
الماسونية وهيكل سليمان وتهويد فلسطين:
استطاع اليهود والحركة الصهيونية تهيئة النفوس والقلوب في رموز الحركة السياسية والفكرية، خاصة في مصر وما جاور فلسطين، لقضية القبول بقيام دولة موسوية على أرض فلسطين، وكان خير من خدم هذه القضية المحافل الماسونية في مصر، وكان من كبار رجالها ودعاتها إدريس راغب اليوناني الأصل، أمين المحفل الأعظم في مصر، وكذلك اللبناني النصراني المعادي للإسلام وصاحب مجلة الماسونية التي كان يصدرها من القاهرة، المدعو (شاهين مكاريوس)، وجرجي زيدان، ومعظم الإعلاميين من نصارى لبنان.
وشاهين مكاريوس هذا هو الوحيد الذي انفرد بالحديث في كتابه (الماسونية وآدابها) عن النفق الذي يقع تحت المسجد الأقصى، وفيه يقول: “كان فلسطيني يتصيد قرب المسجد الأقصى فضرب طيراً فوقع في فتحة، فتبعه كلبه، فإذا به النفق الذي تم لبناة الهيكل إخراج حجارته منه، وهذه الواقعة تعود لسنة 1865م”.
ويمضي في الحديث عن النفق بعد الترويج الإعلامي له، حيث زاره هو ومعه كثير من الماسونيين، وقد تم تفعيل الحادث إعلامياً في ذلك التاريخ عن طريق المحفل الماسوني المصري، وعدو الإسلام شاهين مكاريوس هذا. ونلاحظ اليوم كيف تم تفعيل الأنفاق كقضية دينية يهودية استغلت أسوأ استغلال في قضية هيكل سليمان المزعومة.
وهذه صورة مؤلمة عن الأديب والشاعر الفلسطيني إبراهيم الدباغ، المولود سنة 1881م والمتوفى سنة 1946م، في قصيدة له مدح فيها أحمد ماهر بسبب انتخابه للمحفل الماسوني المصري، ومبشراً بعودة هيكل سليمان على أنقاض الأقصى، فيقول:
أُومل بنا عنها إلى هيكل *** أو بيعة أو مسجد أو كنيس
تلق النجوم الزهر في مطلعٍ *** تزينه في الشرق شمس الرئيس
عرش سليمان به قائم *** يبعث نور القدس في نابليس
وتلك هي الصورة الفعلية التي تم فيها ترويض النفوس الضعيفة من أبناء فلسطين وغير فلسطين، لقبول الوجود اليهودي على أرض فلسطين، بعد أن تم لنا عرض آراء عديد من العلماء اليهود في عدم صحة يهودية فلسطين وقدسها الشريف.
القدس الإسلامية في أعمال المستشرق المصور “ماكس فان برشيم”:
هو اسم لكتاب حوى بين دفتيه دراسات علمية، وصوراً فوتوغرافية قام بها من نسب له الكتاب، وإن كان الكتاب قد جمع بين العرض العلمي والتصويري، فقد غلب عليه كثرة التصوير الفوتوغرافي لمعظم آثار القدس الإسلامية، ليؤكد فيها صاحب الكتاب أن جميع القرائن والآثار التاريخية تؤكد أن القدس بلد إسلامي الطابع، وإن كانت حاضنة لآثار نصرانية، لكنه في الوقت نفسه لا وجود لأي أثر يهودي فيها، إلا حائط البراق؛ الذي يدّعون أنه (حائط المبكى)، لكن الآثار والوثائق والتاريخ تشهد بأن هذا الحائط هو حائط إسلامي، وقد أقرّت لجنة عصبة الأمم بإسلاميته في أحداث المسجد الأقصى التي عُرِفَت بثورة الأقصى سنة 1929م، وكان من أعضائها “د. أسد رستم”، وهو نصراني حموي وثَّق إسلامية الجدار، ونزلت اللجنة على رأيه.
الكتاب بلغ عدد صفحاته (126) صفحة من القطع الكبير، وقد جاء صفعة لليهود في وجه تهويد القدس، فقد جمعت آخر مواد الكتاب التصويرية والعلمية سنة 1914م، في عز نشاط الحركة الصهيونية، ليبرهن على أن القدس مدينة إسلامية، والكتاب مترجم من اللغة الإنكليزية، حيث كانت مؤسسة (ماكس فان برشيم) وراء نشره بالشكل والعنونة التي جاء فيها، والتي تقوم عليها ابنته “مارجريت فان برشيم”.
ونظراً لأهمية الكتاب بالنسبة للمكتبة الفلسطينية؛ فقد قام بتعريبه كل من: (الدكتور عطا الله دهينة والدكتور شوقي شعث والدكتور سامي حسن)، وراجعه الدكتور شعث، وطُبِعَ الكتاب في دمشق سنة 1994م، وهو من جَمِع “مارجيت فان برشيم” و”سولانج أوري”، مع مقدمة للأستاذ “روجردي باسكوي”. وكل ما في الكتاب من محتوى كتابي وتصويري يُوثِّق إسلامية مدينة القدس، وقد جاء المحتوى العلمي في أبحاثه على الشكل التالي:
1- القدس الإسلامية في آثار ماكس فان برشيم؛ تقديم الكتاب: د. شوقي شعث.
2- القدس وأهميتها في الإسلام؛ ماكس فان برشيم في القدس.
3- ملاحظات؛ أي محطات تاريخية عن إسلامية القدس.
4- الحرم القدسي الشريف -حديث وصفي له-.
5- قبة الصخرة -وقصة بنائها على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان-.
6- فسيفساء قبة الصخرة.
7- تزيينات الصفائح البرونزية المذهبة بقبة الصخرة.
8- المحراب الصغير (تحت الصخرة المشرفة).
9- الأبنية الصغيرة -داخل الحرم الشريف-.
10- بوائك ساحة الحرم الشريف -المراد بها الأقواس والأعمدة-.
11- المسجد الأقصى.
12- الحشوات الخشبية في المسجد الأقصى.
13- المعالِم التاريخية حول الحرم -أي المعالِم الإسلامية كمسجد عمر رضي الله عنه والأسبلة الإسلامية-.
14- المعالم التاريخية داخل الأسوار.
15- العمارة العسكرية (السور والأبواب والقلعة).
فهذه المواد السبع عشرة جميعها تتكلم عن الجانب والبُعد الإسلامي في دلالات العنونة لهذه المواد، فالرقم واحد كان بقلم مؤسسة ماكس فان برشيم، والرقم اثنان، والمعني بالعنونة، جاء بقلم “د. شوقي شعث”، أما الرقم الثالث فقد كتب مادته “روجيه دوبا سكييه”، وقدم فيه عرضاً عظيماً عن قدسية القدس ومكانتها عند المسلمين بكونها معراج الرسول صلى الله عليه وسلم، وإضافة لذلك قصة فتح القدس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إضافة لعمارة قبة الصخرة على يد عبد الملك بن مروان؛ أما الرابع فهو بقلم ابنة ماكس وهي “مارجريت جونية فان برشيم”، حيث تكلمت عن رحلات والدها إلى القدس من سنة 1888م إلى سنة 1914، وكيف تم له جمع مادة الكتاب، حيث لم يشر فيما جمعه إلى أي أثر يهودي في القدس؛ وفي المادة الخامسة المعنونة بـ (ملاحظات تاريخية)، المراد بها محطات تاريخية في تاريخ مدينة القدس الإسلامية، بقلم “سولانج أوري”، لم يشر فيها الكاتب إلى ماضٍ تاريخي يهودي فيها، وعندما تكلم عن احتلال الصليبيين لها ذكرهم بأنهم غزاة اغتصبوها من يد أصحابها، ثم يمضي ليتكلم عن تحرير صلاح الدين لها، ويثني في نهاية ما كتبه على “ماكسس فان برشيم” الذي ساعد على كشف الماضي الإسلامي لمدينة القدس.
أما بقية الفقرات فقد كانت بقلم “ماكسس” نفسه وحملت صورة الوصف الجميل الذي وثقه بالصور، خاصة في حديثه عن فسيفساء قبة الصخرة والإبداع الأموي فيه.
هذا وقد احتوى الكتاب على خمس خرائط، أربع منها عن المسجد الأقصى، والخامسة خريطة عامة لمدينة القدس وما جاورها تعود لعهد “ماكس”، وهي باللغة الإنكليزية.
وأفضل ما جاء في الكتاب هو الصور الوثائقية النادرة والتي بلغت 125 صورة؛ وهي من أندر الصور التي تعود لتلك الفترة التي عاشها “ماكسس” في القدس، فقد صوَّر كتابات الجدران والأضرحة والأسبلة مع عديد من الصور للمسجد الأقصى ومسجد الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأزقة القدس وأسوارها الحربية، حتى محراب المسجد الأقصى الذي صنعه الشهيد نور الدين زنكي ووضعه صلاح الدين بعد تحرير القدس، والذي تم حرقه مع حريق الأقصى سنة 1969م، كما صوَّر الحشوات الخشبية التي زُيّن بها الحرم المقدسي الشريف، ومحراب مسجد الصخرة الصغير القائم تحت الصخرة.
ولا يتسع المقام في هذه المجلة الغرَّاء للحديث أكثر عن هذا الكتاب النفيس الذي أنصف صاحبه بما أقدم عليه من عمل وثائقي، إسلامية القدس وفلسطين في عِزِّ منعة الحركة الصهيونية ونشاطها، وما زال الكتاب يُمثِّل شهادة من صاحبه رغم كل محاولات تهويد مدينة القدس وأقصاها الشريف.
وفي الختام؛ فإن أيَّ مساس بالأقصى سيكون لعنةً على إسرائيل إن شاء الله، وسبيلاً لوحدة الأمة، وستعصف بهم عاصفة تحرير فلسطين من أيدي الفرنجة الصليبيين، فهم بذلك سيكونون جزيرة في وسط محيط، ولا بد لهذا المحيط من أن يبتلع هذه الجزيرة -بإذن الله-.
___________________________________________
الكاتب: عبد الكريم إبراهيم السمك
المصدر: مجلة البيان العدد: [319]، ربيع الأول 1435هـ، يناير 2014م.
Source link