فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (8) المجاهدة – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهما الله,

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين….أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهما الله,  وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من ” باب المجاهدة, وباب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر أسأل الله أن ينفع بها

  • محبة الله عز وجل:

& إذا أكثر الإنسان من النوافل مع قيامه بالفرائض نال محبة الله, فيحبه الله, وإذا أحبه فكما يقول الله عزوجل: (( « كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها» )) يعني أنه يكون مسدداً في هذه الأعضاء

& في السمع: يسدده في سمعه فلا يسمع إلا ما يرضى الله وما فيه الخير والصلاح, ويعرض عما يغضب الله فلا يستمع إليه, ويكون ممن إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم.

& كذلك أيضاً في بصره فلا ينظر إلا إلى ما يحب الله النظر إليه, ولا ينظر إلى المحرم, ولا ينظر نظراً محرماً.

& ويده فلا يعمل بيده إلا ما يرضى الله, لأن الله يسدده.

& وكذلك رجله فلا يمشي إلا إلى ما يرضى الله فلا يسعى إلا إلى ما فيه الخير.

  • من شرح صدره للإسلام شعر براحة وطمأنينة وانشراح صدره:

& تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة وطمأنينة وانشراح صدر ومحبة للصلاة ويزكي كذلك ويصوم كذلك ويحج كذلك ويفعل الخير كذلك.

  • قول كلمة: ” لو ” تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم:

& قوله: ( «فإن لو تفتح عمل الشيطان» ) أي تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم, حتى تقول لو أني فعلت لكان كذا, فلا تقل هكذا, والأمر انتهى ولا يمكن أن يتغير عما وقع…وسيكون على هذا الوضع مهما عملت.

& تحتاج النفس إلى مجاهدة لا سيما مع قلة الرغبة في الخير فإن الإنسان يعاني من نفسه معاناة شديدة ليحملها على فعل الخير

& مجاهدة النفس تكون بأن يجاهد الإنسان نفسه على شيئين: على فعل الطاعات وعلى ترك المعاصي, لأن فعل الطاعات ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه, وترك المعاصي كذلك ثقيل إلا من خففه الله عليه.

& من أهم ما يكون من هذا مجاهدة النفس على الإخلاص لله عز وجل في العبادة, فإن الإخلاص أمر عظيم وشاق جداً.

& مما يجاهد الإنسان نفسه عليه فعل الطاعات الشاقة مثل الصوم, فإن الصوم من أشق الطاعات على النفوس, لأن فيه ترك المألوف من طعام وشراب ونكاح.

& من الأشياء التي تحتاج إلى مجاهدة, مجاهدة الإنسان نفسه على الصلاة مع الجماعة, فكثير من الناس يسهل عليه أن يصلي في بيته, لكن يشق عليه أن يصلي مع الجماعة في المساجد, فتجده مع نفسه في جهاد.

& الإنسان يجب أن يجاهد نفسه في الأوقات الفاضلة حتى يستوعبها في طاعة الله.

& اعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفتها, وصرت بعد ما كنت تكرهها تأبي نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها

شرب الدخان:

& شرب الدخان…يشق على بعض المبتلين بهذا الدخان أن يدعه مع أنه لو عوّد نفسه على تركه شيئاً فشيئاً وابتعد عن الذين يشربونه وصار يكره رائحته لهان عليه الأمر, لكن المسألة تحتاج إلى عزيمة قويمة وإيمان صادق.

& حلق اللحية محرم…وكثير من الناس قد غلبته نفسه فصار يحلق لحيته, ولا أدري أي شيء يجني من لحق اللحية ؟ لا يجني إلا معاص تتراكم عليه حتى تضعف إيمانه والعياذ بالله.

& يكتسب حالق اللحية معاصي تنقص إيمانه, مع أنه لا يزيد نشاطه ولا صحته, ولا تندفع عنه بذلك الأمراض, ولكنه ابتلي بهذا الأمر….وصار شاقاً عليه, فعلى الإنسان أن يجاهد نفسه.

& لا بد من مجاهدة أهل البدع وأهل النفاق بالعلم والبيان, وبيان بطلان ما هم عليه بالأدلة المقنعة من كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان, وأئمة الهدى من بعدهم.

& على شباب الأمة الإسلامية أن يتعلموا العلم على وجه راسخ ثابت, لا على وجه سطحي كما يوجد في كثير من بيوت العلم, حيث يتعلمون علماً سطحياً لا يرسخ بالذهن, علماً يقصد به الإنسان أن يحصل على بطاقة أو شهادة فقط.

& العلم الحقيقي هو العلم الذي يرسخ في القلب.

أولياء الله:

& عندنا ولله الحمد ضابط بينه الله عز وجل, وتعريف جيد للأولياء ﴿ {الذين آمنوا وكانوا يتقون} ﴾ هؤلاء هم أولياء الله.

& الولي الذي تقرب إلى الله تعالى بالفرائض, ثم بالنوافل, إذا سأل الله أعطاه, فكان مجاب الدعوة…مالم يسأل إثماً, أو قطعية رحم, فإن سأل إثماً فلا يجاب, لكن الغالب أن الولي لا يسأل الإثم.

& الذي يعادي أولياء الله يقول الله عز وجل: (( فقد آذنته بالحرب )) يعني أعلنت عليه الحرب. فالذي يعادي أولياء الله محارب لله عز وجل نسأل الله العافية, ومن حارب الله فهو مهزوم مخذول لا تقوم له قائمة.

  • سؤال الله عز وجل طول العمر مع حسن العمل:

& إذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله, فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله, من أجل أن يكون من خير الناس.

  • العمل الصالح سبب لكثرة الأرزاق وسعتها:

& العمل الصالح سبب لكثرة الأرزاق وسعتها, قال الله عز وجل: ﴿ {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} ﴾ [الأعراف:96]

  • الحرص على الإكثار من الأعمال الصالحة في آخر العمر:

& ينبغي للإنسان كلما طال به العمر أن يكثر من الأعمال الصالحة, كما أنه ينبغي للشباب أيضاً أن يكثر من الأعمال الصالحة لأن الإنسان لا يدري متى يموت قد يموت في شبابه وقد يؤخر موته…لا شك أن من تقدم به السن فهو أقرب إلى الموت

الفراغ والصحة:

& إذا كان الإنسان فارغاً صحيحاً فإنه يغبن كثيراً في هذا, لأن كثير من أوقاتنا تضيع بلا فائدة ونحن في صحة وعافية وفراغ…ولكننا لا نعرف هذا الغبن في الدنيا, إنما يعرف الإنسان الغبن إذا حضر أجله, وإذا كان يوم القيامة.

& الواقع أن هذه الأوقات الكثيرة تذهب علينا سدى لا ننتفع منها, ولا ننفع أحد من عباد الله, ولا نندم على هذا إلا إذا حضر الأجل, يتمنى الإنسان أن يعطى فرصة ولو دقيقة واحدة لأجل أن يستعتب, ولكن لا يحصل ذلك.

& ينبغي للإنسان العاقل أن ينتهز فرصة الصحة والفراغ بطاعة الله عز وجل بقدر ما يستطيع, إن كان قارئاً للقرآن فليكثر من قراءة القرآن, وإن كان لا يعرف القراءة يكثر من ذكر الله عز وجل.

  • شكر الله سبحانه وتعالى على النعم:

& إذا وجد الإنسان أن الله قد أنعم عليه بالإسلام وشرح الله صدره له فإن هذه أكبر النعم. ثم ثانياً نعمة العقل. ثالثاً: نعمة الأمن في الأوطان, فإنها من أكبر النعم رابعاً: رغد العيش…فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم العظيمة.

& الشكر هو قيام بطاعة الله, وأن الإنسان كلما ازداد في طاعة ربه عز وجل فقد ازداد شكراً لله عز وجل, وليس الشكر بأن يقول الإنسان بلسانه أشكر الله أحمد الله فهذا شكر باللسان لكن الكلام هنا على الشكر الفعلي الذي يكون بالفعل.

  • من حكمة الله عز وجل أن استودع الماء في باطن الأرض:

& من حكمة الله عز وجل أن استودع الماء في باطن الأرض, ولو بقي على ظهر الأرض لفسد, وأفسد الهواء وأهلك المواشي, بل وأهلك الأدميين من رائحته ونتنه.

الغيبة:

& الغيبة حرام ومن كبائر الذنوب…ولا سيما إذا كانت الغيبة في ولاة الأمور من الأمراء والعلماء, فإن غيبة هؤلاء أشدّ من غيبة غيرهم.

& غيبة العلماء تقلل من شأن العلم الذي في صدورهم, والذي يعلمونه الناس, فلا يقبل الناس ما يُعطونه من العلم وهذا ضرر على الدين.

& غيبة الأمراء تقلل من هيبة الناس لهم فيتمردون عليهم, وإذا تمرد الناس على الأمراء فلا تسأل عن الفوضى

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم        ولا سراة إذ جـــــــــــــــــهالهم ســــــــــــــادوا

  • قراءة القرآن للتدبر والاتعاظ:

& أكثر المسلمين يتلون الكتاب للتبرك والأجر فقط, ولكن الذي يجب أن يكون هو أن نقرأ القرآن لنتدبره ونتعظ بما فيه, ﴿ {كتاب أنزلناه إليك مبارك } ﴾ هذا الأجر, ﴿ {ليدبروا آياته} ﴾ هذه هي الثمرة, ﴿ {وليتذكر أولوا الألباب} ﴾ [ض:29]

  • الشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى:     

& الشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى حتى يكون مشاركاً في الحكم, ولكن الشورى الشرعية أن ولي الأمر إذا أشكل عليه أمر من الأمور جمع الناس له من ذوي الرأي والأمانة من أجل أن يستشيرهم في القضية الواقعة.

  • الإكثار من هذا الذكر في الركوع والسجود:

& ينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الذكر في الركوع والسجود: ” سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي.” فإنه جامع بين الذكر والدعاء, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقوله في ركوعه وسجوده.

الجنة حفت بالمكاره:

& النفس الأمارة بالسوء تدعو صاحبها إلى الزنى, والزنى شهوة وتحبه النفس الأمارة بالسوء, لكن إذا عقلها صاحبها وأكرهها على تجنب هذه الشهوة فهذا كره له, ولكن هو الذي يوصله إلى الجنة, لأن الجنة حفت بالمكاره.

& الأمر بالمعروف والنهي عن المنكركل إنسان يتهاون فيه, ويكرهه, يقول ما عليَّ بالناس. أتعب نفسي معهم…لكن إذا كسر هذا المكروه وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فإن هذا سبب لدخول الجنة.

& من حكمته تعالى أن جعلنا نخرج بادية أبشارنا, بادية جلودنا, حتى نعرف أننا محتاجون إلى كسوة تستر عوراتنا حساً, كما أننا محتاجون إلى عمل صالح يستر عوراتنا معنى, لأن التقوى لباس كما قال تعالى:﴿ {ولباس التقوى ذلك خير} ﴾ [الأعراف:26]

& أنت …محتاج إلى الكسوة المعنوية, وهي العمل الصالح, حتى لا تكون عارياً, ولهذا ذكر بعض العابرين للرؤيا أن الإنسان إذا رأى نفسه في المنام عارياً فإنه يحتاج إلى كثرة الاستغفار, لأن هذا دليل على نقصان تقواه, فإن التقوى لباس.

                         كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يقول ويفعل من أذنب ذنبا

منذ حوالي ساعة «مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *