في بعض الأحيان يسمع المسلم أكثر من أذان في وقت واحد، فهل من السنة أن يجيبهم جميعهم؟ أم إن المشروع إجابة أحدهم فقط؟
مسألتنا الفقهية تتعلق بإجابة الأذان في حال سماع أكثر من مؤذن:
كما هو معلوم أنه يستحب للمسلم عند سماع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذن، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» [12].
ولكن في بعض الأحيان يسمع المسلم أكثر من أذان في وقت واحد، فهل من السنة أن يجيبهم جميعهم؟ أم إن المشروع إجابة أحدهم فقط؟
للعلماء رحمهم الله في ذلك تفصيل:
فقيل: يكتفي بالترديد مع الأذان الأوَّل؛ لأنَّ ترديد الأذان الأوَّل سُنَّة مؤكَّدة، وترديد ما بعده مشروع، وله فضيلة الترديد وثوابه، لعموم الأمر به في كلِّ أذان، لكنَّه ليس سُنَّة مؤكَّدة[13].
وقيل: يُجيب النداء الأول والثاني، وأكثر؛ لعموم الحديث، ولأنَّه ذكرٌ يُثاب عليه، وهو أنَّ السامع يردِّد الأذان إذا سمعه، سواء كان واحدًا أو أكثر، فإنْ أذَّن المؤذنون دفعة واحدة فيكتفي بالترديد مع واحد، ويحصل بها على أجر حكاية الأذان؛ إذ لا يستطيع غير ذلك[14].
وقال بعض العلماء: تكون السُّنَّة في متابعة أقرب مؤذن، أو الذي يبدأ أولًا، وفي حالة وجود المسلم في المسجد فعليه أنْ يُردِّد خلف مؤذِّن المسجد الذي يُصلي فيه، فإذا انتهى وسمع بعده مؤذنًا آخر يؤذن فلا يُسنُّ له الترديد والانتظار، وله أنْ يُصلِّي السُّنَّة القبلية بعده مباشرةً، إذا خاف فوات وقتها حال ترديده لمؤذِّن آخر، وإلا فالأفضل أنْ يردد لينال مزيدًا من الثواب.
Source link