فوائد مختصرة, من المجلد الرابع عشر من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد مختصرة, من المجلد الرابع عشر من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الكريم أن ينفع بها الجميع.
تحديد المدة التي ينقطع بها السفر:
& ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله ما يدل على تحديد المدة التي ينقطع بها السفر دلالة واضحة بحيث يسوغ للإنسان أن يرفع عن هذا المسافر حكم السفر. ومن أراد المزيد من هذا البحث فليطالع ما كتبه شيخ الإسلام في الفتاوى في قسم الفقه فإنه أطال في هذه المسألة.
صلاة المسافر في المسجد إذا كان يسمع الأذان
& ليس للمسافر أن يصلي في بيته إذا كان في مكان يسمع فيه الأذان, بل يجب عليه الحضور إلى المسجد لعموم الأدلة الدالة على وجوب صلاة الجماعة, وإذا صلى مع الإمام الذي يتم فإنه يلزمه إتمام الصلاة.
قضاء الصلاة على من أغمى عليه:
& الصحيح أن المغمى عليه لا يلزمه قضاء الصلاة, ولو طالت المدة, إلا إذا كان الإغماء بسبب منه, كالإغماء بسبب البنج مثلًا, فإنه يقضي الصلاة, أما إذا كان الإغماء بسبب حادث أو مرض شديد فإنه لا يلزمه قضاء الصلاة ولو مضى عليه أيام.
الجهر بالذكر بعد الصوات المكتوبة:
& الجهر بالذكر بعد الصلوات المكتوبة سنة كانت تفعل قي عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فينبغي لنا أن نحيي هذه السنة التي أماتها كثير من الناس.
طواف التطوع في أيام المواسم:
& الطواف…ينبغي على الإنسان ألا يكثر الطواف في أيام المواسم كأيام رمضان وأيام الحج, لأن في ذلك تضيقًا على الناس الذين هم أحق بالطواف منك, لأنهم يقضون طواف نسك, وأنت تقضي طواف نفل تطوع.
صلاة الاستخارة:
& صلاة الاستخارة مشروعة إذا همَّ الإنسان بالشيءِ وتردد, أما إذا عزم فليست مشروعة, لكن إذا ترد لا يدري أي الأمرين خير, فهنا يستخير من يعلم غيب السموات والأرض.
كلمة تكتب بماء الذهب:
& سئل ابن مسعود: عِبتَ على عثمان ثم صليت أربعًا, قال: ” الخلاف شر “, الله أكبر ! كلمة تكتب بماء الذهب, يعني: مخالفة المسلمين شر, ولهذا ما أحسن الاتفاق فهديُ السلف الموافقةُ في الأمور الاجتهادية.
إذا فات وقتُ السُّنة القَبلية من غير تفريط من الإنسان:
& إذا فات وقتُ السُّنة القَبلية من غير تفريط من الإنسان, فإنه يقضيها بعد الصلاة, أما إذا أخر الراتبة القبلية عن وقتها بغير عذر, فإنها لا تنفعه ولو قضاها, لأن القول الصحيح أن كل عبادة مُوقتةٍ بوقتٍ فإنه إذا خرج وقتها لا تصحُّ ولا تقبل
من سلم من واحدة في التراويح, أو قام إلى ثالثة:
& إذا سلم من واحدة في التراويح فالحكم أن يتم إذا نبهوه, فيأتي بركعةٍ ويُسلم, ثم يسجد للسهو بعد الصلاة… لكن إن كان الأمر بالعكس, يعني قام إلى ثالثة في التراويح ناسيًا فإنه يجب أن يرجع ويتشهد ويسلم ويسجد سجدتين بعد السلام.
البكاء من خشية الله عز وجل:
& البكاء من خشية الله عز وجل من صفات أهل الخير والصلاح, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخشع في صلاته, ويكون لصوته أزيز كأزيز المرجل, وقال الله تبارك وتعالى: { ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعًا﴾} [الإسراء:109]
& البكاء عند قراءة القرآن وعند السجود وعند الدعاء من صفات الصالحين, والإنسان يُحمدُ عليه, والأصوات التي تسمع أحيانًا من بعض الناس هي بغير اختيارهم فيما يظهر, فشيء يجده في نفسه, ويُصنعُ بغير اختياره.
من مات بحادث سيارة أو وقوع عقار عليه:
& الذي يخرج من بيته ويموت بحادث سيارةٍ أو بسقوط عقار عليه أو ما أشبه ذلك يكون شهيدًا, لأن صدم السيارة من جنس الغرق ومن جنس الحرق, ومن جنس الهدم, وكله ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن من مات به يكون شهيدًا.
& هو شهيد عند الله, لكنه في أحكام الدنيا ليس بشهيد, بل يجب أن يغسل ويكفن, ويصلى عليه.
سجود التلاوة:
& سجود التلاوة إذا كان في الصلاة فإنه يكبر إذا سجد وإذا قام, أما إذا كان خارج الصلاة فإنه يكبر إذا سجد لا إذا قام, ولا يسلم فيه, هذا أقرب الأقوال إلى الصواب…وإذا مررت بك آية سجدة تسجد وأنت جالس, وإن قُمت فلا بأس.
الدعاء للإنسان, والدعاء عليه في الصلاة:
& يجوز الدعاء لشخص بعينه في الصلاة, ويجوز الدعاء على شخص بعينه في الصلاة ولا بأس, لأن كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
المقصود بالتعزية:
& المطلوب بالتعزية تقوية هذا المصاب على الصبر وليس المقصود النياحة وترقيق القلوب
الدعاء للميت بعد الدفن:
& النبي صلى الله عليه وسلم…لم يكن يُطيل الوقوف. ومن عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثًا, وعليه فيكفي أن تقف وتقول: اللهم اغفر له, اللهم اغفر له, اللهم اغفر له, اللهم ثبته, اللهم ثبته, اللهم ثبته, اللهم ثبته, وتنصرف.
& الدعاء جماعة, والتأمين على ذلك, فإن هذا ليس من السنة.
فتح الأبواب للعزاء:
& ينبغي إذا انتهينا من الدعاء له…أن ينصرف أهل الميت إلى بيوتهم. ولا يفتحون أبوابهم للتعزية, أو يجعلوا مهرجانًا كمهرجان الزواج من الأنوار والخيام والكراسي, فكل هذا من البدع…السنة ألا نفتح بابًا ولا نجلس لأحدنا.
& من وافقنا في السوق أو في المسجد فليعز, ومن لا يوافقنا فالتعزية ليست بواجبة
قراءة القرآن على الأموات بعد الدفن:
& القراءة على الأموات بعد أن يدفنوا أمر محدث مبتدع…وعلى هذا فلا يجوز للمرء إذا مات الميت أن يأتي إلى قبره ويقرأ عليه أو يؤجر شخصُا يقرأ على قبره, وإذا كان صادقًا في إرادة نفع الميت فعليه بالدعاء لهذا الميت وهو في بيته.
الوعظ عند القبور:
& أرى أن الوعظ عند القبور أمر لا يشرع, ولا ينبغي أن يُتخذ سُنة دائمة, فإن وجد له سبب فقد يشرع فإن وجدنا أناسًا في المقبرة عند الدفن يضحكون ويتمازحون فلا شك حينئذ أن الموعظة حسنة وطيبة لأنه وجد لها سبب يقتضيها
زيارة النساء للقبور:
& زيارة النساء للقبور حرام, بل هي من كبائر الذنوب, لأن النبي صلى الله عليه وسلم (( لعن زائرات القبور )) إلا إذا خرجت من بيتها لحاجة, ومرت بالمقبرة فلا بأس أن تقف وتسلم على أهل المقابر.
إعداد الكفن, والاضطجاع في القبر:
& إعداد الكفن ليس من السنة, وكذلك ما يفعله بعض الناس تبعًا لفعل بعض السلف أنه إذا أراد أن بعظ نفسه ذهب إلى المقبرة واضطجع في القبر, فإن هذا ليس من السنة.
تلقين الميت بعد الدفن:
& الصحيح أن تلقين الميت بعد الدفن بدعة, لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف جدًا…ثم التلقين لا ينفع الميت, فالميت قد انقطع عمله.
أحسن ما ينتفع به الميت بعد موته:
& أحسن ما ينتفع به الميت بعد موته هو الدعاء, فعليك بالدعاء للأموات, ودعِ الأعمال الصالحة لنفسك, لأنه سيأتي يوم من الدهر تكون أنت محتاجًا للعمل.
صلاة الشروق وصلاة الضحى:
& صلاة الشروق هي صلاة الضحى, لكن إن صليتها من حين أن ترتفع الشمسُ قيد رمحٍ فهي شروق وضحى أيضًا, وإن أُخرت فهي ضحى, وليست شروقًا.
إعلام الموقعين, للعلامة ابن القيم رحمه الله:
& ابن القيم رحمه الله…كتابه ” إعلام الموقعين ” الكتاب المشهور الذي ينبغي لكل قاضٍ أن يعضَّ عليه بالنواجذ.
الأمراض النفسية:
& لا شك أن الإنسان مُصاب بالأمراض النفسية, بالهم للمستقبل, والحزن على الماضي, وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر ما تفعل الأمراض الحسية البدنية ودواء هذه الأمراض بالرقية الشرعية أنجح من علاجها بالأدوية الحسية, كما هو معلوم.
الأدوية الشرعية أسرع تأثيرًا من الأدوية الحسية في علاج الأمراض:
&لما ضعف الإيمان ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية, ولما كان الإيمان قويًا كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تمامًا, بل أن تأثيرها أسرع من تأثير الأدوية الحسية.
& أحسنُ شيءٍ يقرأ به على المريض الفاتحةُ, فينفث الإنسانُ على المريض ويقرؤها, وهذا من أكبر أسباب الشفاء سواء كان المرض عضويًا أو ذهنيًا أو فكريًا أو أي شيءٍ.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أعطاه الله تعالى علم المأثور وعلم المنظور يعنى أعطاه الله تعالى علمًا بالآثار وعلمًا بالعقل, وعنده من الأدلة العقلية والنقلية ما يفحم به خصمه حتى إنه رحمه الله يستدل بالنصوص التي استدل بها خصمه على خصمه
التداوي:
& القول الراجح في التداوي أنه ليس فيه شيء واجب, ولكنه يستحب ويتأكد إذا كان الشفاء به أقرب من عدم الشفاء, أما إذا تساوى الأمران صار العلاج مباحًا, وإذا لم يعلم في العلاج فائدة فتركه أفضل.
حبوب منع العادة الشهرية:
& حبوب منع العادة الشهرية…لا أرى أن المرأة تستعمل هذه الحبوب…لأن دم الحيض دم طبيعي له وقت يخرج فيه فإذا حبس عن وقته أصبح في ذلك ضرر على المرأة بعض الأطباء كتب لي أكثر من خمسة عشر نوعًا من الأضرار تترتب على هذه الحبوب
& الذي أُشير به على النساء ألا يستعملن هذه الحبوب وكونها إذا أتاها الحيضُ لا تصوم ولا تصلي فهذا من حُكم الله عزوجل وإتيان الحيض من قدر الله فتكون بذلك جامعة بين الرضا بقدر الله والرضا بشريعة الله.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link