فوائد مختصرة من المجلد الخامس عشر, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من المجلد الخامس عشر, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الزكاة غنيمة مفيدة:
& الزكاة ليست غرامة, ولكنها غنيمة مفيدة للإنسان, ومباركة في المال, فإن الزكاة ما خالطت مالًا إلا برِّكته, وما نقصت صدقة من مال, فلا تبخل على نفسك يا أخي, بل أدِّ الزكاة واسأل الله الخلف العاجل.
الزكاة واجبة في المال:
& الزكاة واجبة في مال الصغير, وفي مال المجنون, وفي مال السفيه, وفي مال البالغ العاقل الرشيد, وذلك لأن الزكاة واجبة في المال, فلا يشترط فيها التكليف.
المشرك لا يعطى من الزكاة:
& الذي يدعو غير الله مشرك, والذي يعبد القبور مشرك, وهذا لا يعطى من الزكاة, بل يدعى إلى الإسلام, ويبين له التوحيد.
وجوب الزكاة في الحُلي المعدّ للاستعمال:
& القول الراجح أن الذهب المستعمل وغير المستعمل تجب فيه الزكاة لعموم الأدلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا….ولا تجب الزكاة في الذهب إلا إذا بلغ النصاب, وهو في الذهب خمسة وثمانون جرامًا.
& زكاة الذهب تُعتبر بقيمته عند وجوب الزكاة.
زكاة النخل الذي في البيت:
& النخل الذي في البيت, إن كان يبلغ النصاب وجبت زكاته…والنصاب ثلاثُ مئة صاع بصاعِ النبي صلى الله عليه وسلم…والزكاة نصف العشر فيما سقي بمؤونة, والعشر كاملًا فيما يسقي بلا مؤونة.
& إذا كان في بيتك نخل, وعندك بستان آخر فيه نخل, فإنه يجب أن تضم نخلك إلى بستانك وتزكيها, وإن كانت النخلات الموجودة في البيت لا تبلغ النصاب, لأنها تُضمُّ إلى النخل الذي في البستان.
مقدار الزكاة:
& إذا قلنا إن الزكاة واحد من أربعين صار استخراج الزكاة سهلًا , فنقسم المال على أربعين, وناتج القسمة هو الزكاة.
تقدير الموجودات في المتجر الذي يصعب أن يحصى ما فيه:
& إذا كان الإنسان عنده متجر يصعب عليه أن يُحصى كل ما فيه فله أن يقدر ذلك وإذا زاد على ما يظنه فهذا خير, واعلم يا أخي أن الزكاة ليست غُرمًا, ولكنها غنيمة تُطهر الإنسان وتزكيه, وتنمى ماله, وتُبرئ ذمته, وتظله يوم القيامة.
الدَّينُ أمره عظيم
& إني أقولُ ولا أزال أقول وأكرر: إياك _ أخي المسلم _ والتهاون بالدَّين, فالدَّينُ _ كما قيل _ ذل في النهار وسهر بالليل, لا تستدان أبدًا, إن الدَّين أمره عظيم
& أرأيتم الرجل يُقتلُ في سبيل الله مُقبلًا غير مُدبرًا, يكون شهيدًا, أليس كذلك؟ فإذا كان عليه دين فإن الشهادة لا تكفر الدين, بل تكفر كل معصية من الزنى وشرب الخمر وغير ذلك, لكن لا تكفر الدَّين, وهذا يدلُّ على أن الدَّين عظيم.
إعطاء طالب العلم المتفرغ لطلب العلم الشرعي من الزكاة:
& يعطى طالب العلم المتفرغ لطلب العلم الشرعي من الزكاة ما يكفيه لحاجته في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه, وكتبه التي يحتاج إليها, حتى إن كان قادرًا على العمل والتكسب, لكنه يريد أن يفرغ نفسه لطلب العلم نُعطي هذا كل ما يحتاج إليه
الدَّين لا تمنع الزكاة:
& الدَّين لا يمنع الزكاة, وذلك لأن الزكاة واجبة في المال وليست في الذمة, والدين واجب في الذمة وليس في المال ويدل لذلك أن المدين يتصرف بهذا المال كما يريد, وأنه لو تلف هذا المال لم يسقط الدين.
& وجوب الزكاة على من له الدَّين فإنا نقول إن الأموال التي تُضاف إلى الإنسان وتكون في ملكه وتورث بعده إما أعيان وإما ديون ولو قلنا إن الدين لا تجب فيه الزكاة لأسقطنا كثيرًا من الزكاة التي تجب على الأغنياء لأن الأغنياء غالبهم يتجرون بالمقايضة وبالمداينة.
& الدين الذي على المُعسر لا زكاة فيه…لكن إذا قبضته…الأحوط أن تزكيه مرة واحدة لسنة واحدة.
& الديون…إن كانت ديونًا لا يتمكن الإنسان من قبضها فلا زكاة عليه فيها ولو بقي سنوات كثيرة ولكنه إذا قبضها يزكيها لسنة واحدة وإن كانت الديون على أناس موسرين تسطيع أن تستخلص منهم ما يجب لك فإنه يجب لك فإنه يجب عليك أن تزكي عن هذا الدين كل سنة.
إعطاء الزوجة زوجها من زكاتها:
& يجوز أن تعطى المرأة زوجها من زكاتها في قضاء الدين, وفي النفقة أيضًا…فما دام زوجها وأولادها محتاجين فلا بأس, وقد يكون الزوج غير محتاجٍ للنفقة لكن عليه ديون, فللمرأة أن تقضي دين زوجها من زكاتها.
استثمار أموال الزكاة:
& لا يجوز أن يتجر بأموال الزكاة التي دُفعت للفقراء بحجة أنه ينميها من أجل أن تستمر, لأن حاجة الفقير الموجود الآن أولى بالمراعاة من حاجة الفقير المنتظر.
زكاة الفطر:
& مقدار زكاة الفطر كيلوان وأربعون جرامًا, ولو أن الإنسان احتاط وأخرج كليوين ونصفًا, لكان هذا طيبًا.
& زكاة الفطر لا تجوز إلا من الطعام, ولا يجوز إخراجها من القيمة, لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعًا من تمر, أو صاعًا من شعير.
اعتكاف المرأة في المسجد الحرام وغيره من المساجد
& ننصح المرأة ألا تعتكف في المسجد الحرام, لأنه لا يمكن أن تعتكف كما كانت النساء يعتكفن في عهد الرسول, في عهد النبي صلى الله عليه وسلم النساء يعتكفن, وتجعل المرأة لها خباء صغير تكون فيه, وأما عندنا فلا يمكن.
& كم شاهدنا في هذا المسجد الحرام من نساء معتكفات لكن يمرُّ الرجال عليهن ذاهبين وراجعين وهن مضطجعات فربما تتكشف المرأة, فلذلك نرى أن بقاؤها في البيت أفضل
& لو فرض أن هناك مكانًا لا يكون فيه إلا النساء من المساجد, كما يوجد في بعض المساجد الأخرى, فلا بأس أن نقول: المرأة تعتكف كما اعتكفت زوجات النبي
& الاعتكاف يجوز للمرأة….لكن إذا كان لها زوج فإنها لا تعتكف إلا بإذنه, كذلك إذا كان لها أولاد في البيت يحتاجون إلى رعاية, وإلى القيام عليهم, فإنها لا تعتكف, وقيامها على أولادها أفضل.
من صام في بلد ثم سافر إلى غيره وقد تقدموا أهله في الصيام أو تأخروا:
& إذا تأخر صومك في بلدك, وقدمت إلى بلد متقدم فأفطروا فأفطر معهم, لأن هذا هو يوم العيد, حتى ولو لم تصم إلا ثمانية وعشرين يومًا, ولكن بعد العيد تقضي يومًا واحدًا.
& لو صمت مع بلد متقدم ثم سافرت إلى بلد متأخر فأتممت ثلاثين يومًا ولكن البلد الذي قدِمتَ إليه لم يرَ الهلال عنده, فهل تصوم لأنهم صائمون, أو تفطر لأنك أتممت ثلاثين يومًا, ولا يزيد شهر الهلال عن ثلاثين يومًا, فنقول: صم معهم.
الاستمناء ( العادة السرية ) والإنسان صائم في رمضان:
& الاستمناء حرام…إذا فعله الإنسان في رمضان فإنه يترتب على فعله أمور: الأول الإثم. الثاني: وجوب الإمساك في اليوم الذي فعل فيه هذا الاستمناء الثالث: وجوب القضاء الرابع: فساد الصوم…فعلى الإنسان أن يتوب إلى الله ويقلع عن هذه العادة السيئة
الاحتلام والإنسان صائم:
& لا يبطل الصيام بالاحتلام, وذلك لأن الاحتلام بغير اختيار النائم, وكل شيء من المفطرات يكون بغير اختيار الصائم, فإنه لا يفطره.
استعمال التحاميل التي تكون من الدبر والإنسان صائم:
& لا بأس أن يستعمل الإنسان التحاميل التي تكون من دبره, إذا كان مريضًا, لأن هذا ليس أكلًا ولا شُربًا, ولا بمعنى الأكل والشرب.
حقيقة الصيام, لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& شيخ الإسلام ابن تيمية…له رسالة تسمي ” حقيقة الصيام “, ذكر فيها من القواعد النافعة ما ينبغي لكل طالب علم أن يقرأها.
من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبيل خريفًا:
& الإنسان إذا صام وتكبد مشاق الصيام مع تكبد الجهاد, فهذا دليل على صحة إيمانه, وقوة إيمانه, فيباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا, يعني: يُبعدهُ عنها, ويقيه شرّها.
استعمال بخاخ الربو والإنسان صائم:
& الذي يظهر لي أن البخاخ الذي يستعمل للتنفس لا يفسد الصوم, لأنه _ حسب ما سمعنا من الأطباء _ لا يصل إلى المعدة, وإنما يتصل بقنوات الهواء فيوسعها, ولا ينتفع به الإنسان من حيث الغذاء.
استعمال معجون الأسنان والإنسان صائم:
& المعروف أن هذا المعجون له قوة النفوذ والسريان, وأنه قد يسري إلى الحلق والبطن من حيث لا تشعر, ولذلك نقول: الأولى ألا تستعمله, لكن لو استعمله وضبطه تمامًا, بحيث لا ينزل إلى معدته, فلا بأس به, إلا إنه على خطر
التطيب بالبخور والإنسان صائم:
& البخور لا يفطر إلا إذا شمه الإنسان متعمدًا حتى وصل إلى معدته, فحينئذ نقول: إن هذا الرجل أفطر, لأن الدخان له جرم يصل إلى المعدة, فإذا استعمله الإنسان كان مستعملًا لشيءٍ يصل إلى المعدة, وتتمتع به النفس.
العمرة في ليلة سبع وعشرين:
& يجب أن نعلم أنه لا خصيصة لأيام الوتر في العمرة في رمضان, خلافًا لما يفهمه العوام, فالعوام يظنون أن العمرة في سبع وعشرين أفضل من غيرها, وهذا غلط, فقيام الليل هو المشروع, يعني: التهجد, وفي الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر أفضل
إعلام الموقعين عن رب العالمين, للعلامة ابن القيم رحمه الله:
& ابن القيم رحمه الله كتابه ” إعلام الموقعين عن رب العالمين “, وهذا الكتاب كتاب جيد عظيم جدًا, أنصح كل طالب فقه أن يقرأه.
السؤال عما يعرض للإنسان من أمور دينه وعدم التأخير
& لا ينبغي لإنسان تعرض له أمور شرعية يحتاج إلى معرفتها أن يؤخر السؤال عنها, بل يسأل عنها في وقتها.
التحذير من فتنة عظيمة:
& أحذر إخواني من هذه الفتنة العظيمة وهي فتنة كون الإنسان مرجعًا للناس يستفتونه لأن بعض الناس…يفتن عندما يرى الناس يأتون أليه فيفتى بحق وبعير حق وهذه من المحن والفتن فمن فتن الدنيا أن يكون الإنسان مُحبًا لهذا الأمر أن يرجع الناس إليه في الفتوى وهو ليس بأهل
بذل المال الحرام في الصدقات:
& كلُّ من اكتسب مالًا مُخرمًا ومنَّ الله عليه بالتوبة وأخرجه في صدقة أو في بناء مسجد, أو في إصلاح طريق…فإن ذلك خير له, وخير لغيره ممن انتفع بهذا المال, لأن الإنسان إذا تخلص من المال الحرام ببذله في وجوه الخير, فقد برئت ذمته.
من ترك الصيام والصلاة والزكاة وغيرها من الأعمال ثم تاب وأناب إلى الله:
&نُهنئك بنعمة الله عليك بالاستقامة….وما مضى من الطاعات التي تركتها من صيام وصلاة وزكاة وغيرها لا يلزمُك قضاؤها الآن, لأن التوبة تجب ما قبلها, فإذا تُبت إلى الله وأنبت إليه, وعملت عملًا صالحًا, فإن ذلك يكفيك عن إعادة العمل.
& هذا أمر ينبغي أن نعرفه, وهي أن القاعدة: أن العبادة المؤقتة بوقتٍ إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بلا عذر, فإنها لا تصحُّ.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link