{ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} في الدنيا من المؤمنين، وأغلب معاني الغلبة في القرآن الغلبة بالسيف والسنان، فالذين آمنوا إيمانًا حقيقيًّا مصدَّقًا بالعمل الصالح سوف يغلبون الكفار بلا شك
{بسم الله الرحمن الرحيم}
يقول تعالى في سورة آل عمران:
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}
{{قُلْ}} يا محمد، والخطاب الموجه للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في القرآن على ثلاثة أوجه:
1/ تارة يكون شاملًا له وللأمة بالنص المقترن بذلك الخطاب، أي اقترن به ما يدل على أنه عام له وللأمة، كقوله تعالى: {{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}} [الطلاق:١]، فقال: {{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}} ، ثم قال: {{إِذَا طَلَّقْتُمُ}} ولم يقل: إذا طَلَّقْتَ.
2/ وتارة يكون عامًّا له وللأمة بمقتضى كونه إمامًا للأمة، فليس بالخطاب ما يدل على العموم لكن باعتبار أنه إمام الأمة يكون الخطاب له، وحكمه يشمله ويشمل الأمة رغم أنه ليس فيه نص مقترن به على أنه عام، وهو أكثر الخطابات الموجهة للرسول -عليه الصلاة والسلام-. مثل هذه الآية: {{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا..} } هذا شامل له وللأمة، حتى نحن نقول للذين كفروا: {{سَتُغْلبون وتُحشَرون إلى جهنم}} ، على وجه الاقتداء به والتأسي به.
3/ وتارة يكون خاصًّا به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كقوله تعالى: {{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}} [الشرح:١]، { {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}} [الضحى:٦] ولا نقول: إن كل واحد إذا اهتدى شرح صدره للإسلام، فتكون كالنوع الثاني، لأن الاستفهام هنا للتقرير، وخاص بالرسول عليه الصلاة والسلام.
{ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} في الدنيا من المؤمنين، وأغلب معاني الغلبة في القرآن الغلبة بالسيف والسنان، فالذين آمنوا إيمانًا حقيقيًّا مصدَّقًا بالعمل الصالح سوف يغلبون الكفار بلا شك، قال عز وجل: {{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}} [غافر:٥١]
وعلى كل حال فالذين يعصون الله عز وجل لا يستحقون النصر؛ لأن المعصية سبب للخذلان، لكن قد يُنْصَرون لظلم خصمهم، فأحيانًا يُنصر الظالم على الظالم من أجل إهانة الثاني، كما قال تعالى: {{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}} [الأنعام:١٢٩]
{{وَتُحْشَرُونَ}} في الآخرة {إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} هذا قدح للنار، يعني: بئس ما يتمهد به الإنسان في فراشه ويلتحف بلحافه، كقوله تعالى: {{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}} [الزمر:١٦] -والعياذ بالله-، وقوله: {{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}} [العنكبوت:٥٥]، وقوله: {{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}} [الأعراف:٤١] أي: شيء يغشيهم ويغطيهم من العذاب.
** فالكفار يخسرون الدنيا والآخرة. كقوله عز وجل: {{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}} [الأنفال:٣٦]
وفيه: أن الله عز وجل يجمع للكفار بين العقوبتين: عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة، وأما المؤمن فإن الله تعالى إذا عاقبه في الدنيا لم يعاقبه في الآخرة، ولن يجمع الله له بين عقوبتين، قال جل ذكره: {{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}} [الشورى:30] فلا يجازي عليه، وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة.
** وسبب نزولها ما رواه البيهقي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ: « لَمَّا أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ الْيَهُودَ فِي سُوقِ قَيْنُقَاعَ فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلَ مَا أَصَابَ قُرَيْشًا). فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ لاَ يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا أَغْمَارًا لاَ يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ، إِنَّكَ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَا نَحْنُ النَّاسُ، وَإِنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ» .
وقيل: نزلت في قريش قبل بدر بسنتين، فحقق الله تعالى ذلك.
والظاهر أن الذين كفروا يعم الفريقين: المشركين واليهود، وكل قد غُلب بالسيف، والجزية، والذلة، وظهور الدلائل والحجج.
** ولما أخبر تعالى قيل: {{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}} [آل عمران:10] ناسب ذلك الوعد الصادق اتباعه بهذا الوعد الصادق، وهو كالتوكيد لما قبله، فالغلبة تحصل بعدم انتفاعهم بالأموال والأولاد، والحشر لجهنم مبدأ كونهم يكونون لها وقوداً.
** والآية أيضا استئناف ابتدائي، للانتقال من النذارة إلى التهديد، ومن ضرب المثل لهم بأحوال سلفهم في الكفر، إلى ضرب المثل لهم بسابق أحوالهم المؤذنة بأن أمرهم صائر إلى زوال، وأن أمر الإسلام ستندك له صم الجبال. وجيء في هذا التهديد بأطنب عبارة وأبلغها؛ لأن المقام مقام إطناب لمزيد الموعظة، والتذكير بوصف يوم كان عليهم يعلمونه، كيوم بدر إن كان الخطاب للمشركين، أو يوم قريظة والنضير وخيبر إن كان الخطاب لليهود.
{{قَدْ كَانَ}} ولم يلحق التاء {{كان}} وإن كان قد أسند إلى مؤنث، لأجل أنه تأنيث مجازي. وازداد حسناً بالفصل بـ {{لكم}} ، وإذا كان الفصل محسناً في المؤنث الحقيقي، فهو أولى في المؤنث المجازي، ومن كلامهم: “حضر القاضي امرأة”.
{{لَكُمْ آيَةٌ}} علامة على أنكم ستُغلبون، أو دلالة على أن الله معز دينه، وناصر رسوله، ومظهر كلمته، ومعل أمره {فِي فِئَتَيْنِ} قصة فئتين أي طائفتين.
{{الْتَقَتَا}} لقي بعضهما بعضًا للحرب والقتال. وغالبا ما يطلق اللقاء على البروز للقتال، كما في قوله تعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ}} [الأنفال:15]
أجمع المفسرون على أنها وقعة بدر، والخطاب للمؤمنين، قاله ابن مسعود، والحسن. فعلى هذا معنى الآية تثبيت النفوس وتشجيعها، لأنه لما أمر أن يقول للكفار ما قال، أمكن أن يستبعد ذلك المنافقون وبعض ضعفة المؤمنين، كما قال -من قال يوم الخندق-: “يعدنا محمد أموال كسرى وقيصر ونحن لا نأمن على النساء في المذهب”، وكما قال عدي بن حاتم -حين أخبره النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالأمنة التي تأتي، فقلت في نفسي: “فأين دُعَّارُ طَيِّء الذين سعَّروا البلاد؟!”.
{{فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ}} فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وفئة أخرى تقاتل في سبيل الشيطان، فحذف من الأولى ما أثبتت مقابله في الثانية، ومن الثانية ما أثبت نظيره في الأولى، فذكر في الأولى لازم الإيمان، وهو القتال في سبيل الله. وذكر في الثانية ملزوم القتال في سبيل الشيطان، وهو الكفر.. وهذا من البلاغة الإيجازية.
{{يَرَوْنَهُمْ}} التفات من ضمير الخطاب «ترونهم» إلى ضمير الغيبة، كقوله تعالى: {{حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيّبَةٍ} } [يونس:22]
{{مِثْلَيْهِمْ}} قدرهم مرتين {رَأْيَ الْعَيْنِ} مصدر مؤكِّد، أي رؤية ظاهرة مكشوفة لا لبس فيها، ومعاينة كسائر المعاينات.
وفي قراءة سبعية: {{تَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}}
قال ابن كثير: قال بعض العلماء -فيما حكاه ابن جرير-: يرى المشركون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم، أي: جعل الله ذلك فيما رأوه سببًا لنصرة الإسلام عليهم.
وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة، وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذ قبل القتال يحزر لهم المسلمين، فأخبرهم بأنهم ثلاثمائة، يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا. وهكذا كان الأمر، كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ثم لما وقع القتال أمدّهم الله بألف من خواص الملائكة وساداتهم.
والقول الثاني: ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم، أي: ضعفيهم في العدد، ومع هذا نصرهم الله عليهم. وهذا لا إشكال فيه على ما رواه العوفي، عن ابن عباس أن المؤمنين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا والمشركين كانوا ستمائة وستة وعشرين رجلا. وكأن هذا القول مأخوذ من ظاهر هذه الآية، ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ والسير وأيام الناس، وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف كما رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، «أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما سأل ذلك العبد لأسود لبني الحجاج عن عدّة قريش، فقال: كثير، قال: “كم ينحرون كل يوم؟” قال: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (القوم ما بين التسعمائة إلى الألف)» .
وروى أبو إسحاق السَّبِيعي، عن حارثة، عن علي، قال: كانوا ألفًا، وكذا قال ابن مسعود. والمشهور أنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف، وعلى كل تقدير فقد كانوا ثلاثة أمثال المسلمين، وعلى هذا فيشكل هذا القول والله أعلم.
لكن وجه ابن جرير هذا، وجعله صحيحًا كما تقول: عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجًا إلى ثلاثة آلاف، كذا قال. وعلى هذا فلا إشكال. [يعني روعي الكثرة ومطلق الزيادة، ولا يدل ذلك على التثنية، مثل قوله تعالى في سورة الملك: {{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}} ]
لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين، وهو أن يقال: ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر: {{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا}} ؟ [ الأنفال:44]
والجواب: أن هذا كان في حال، والآخر كان في حال أخرى، كما قال السُّدِّي، عن مرة الطيب عن ابن مسعود في قوله: {{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا.. }} الآية، قال: هذا يوم بدر. قال عبد الله بن مسعود: وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضْعَفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا، وذلك قوله تعالى: {{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ}} .
وقال أبو إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قال: لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة. قال: فأسرنا رجلا منهم فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفا.
فعندما عاين كل الفريقين الآخر رأى المسلمون المشركين مثليهم، أي: أكثر منهم بالضعف، ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم، عز وجل.
ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع، ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء، وهؤلاء في أعين هؤلاء، ليقدم كل منهما على الآخر.
{{وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ}} يُقَوِّي { {بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}} ممن تقتضي الحكمةُ نَصْرَه، أو ممن تقتضي الحكمةُ تأييدَه، ويجب أن نقيد كل آية جاءت بلفظ المشيئة أو جاءت معلقة بالمشيئة يجب أن نقرنها بالحكمة؛ لقول الله تعالى: {{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}} [الإنسان:٣٠].
{{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}} لاعتبارًا، والاعتبار مأخوذ من العبور من شيء إلى شيء، يعني كأن الإنسان يعبر بعقله من المذكور إلى المعقول، والعبرة هنا أن الفئة القليلة المؤمنة تغلب الفئة الكثيرة الكافرة، ويكون في هذا تحقيق لقوله تعالى: {{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ}} .
{{لِأُولِي الْأَبْصَارِ}} إن في ذلك لمعتبرًا لمن له بصيرة وفهم يهتدي به إلى حكم الله وأفعاله، وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
Source link