شرعت فعلًا في كتابة مقال بعنوان الإسلام والاتيكيت، لكني أنكرت هذه المقارنة لأن الإسلام هو مصدر كل السلوكيات الراقية وإذا أردنا تذكرها بشكل مجمل نتذكر قول الله تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ….
منذ عقود كنت أفكر بيني وبين نفسي فيما يسمونه الاتيكيت والذي يقصد به اتباع قواعد الذوق الراقي والتحضر في السلوك والتصرفات، وشرعت فعلًا في كتابة مقال بعنوان الإسلام والاتيكيت، لكني أنكرت هذه المقارنة لأن الإسلام هو مصدر كل السلوكيات الراقية وإذا أردنا تذكرها بشكل مجمل نتذكر قول الله تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : “ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ } (القلم:4) “و نتذكر كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( «إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ و في روايةٍ ( صالحَ ) الأخلاقِ )»
[الراوي : أبو هريرة (المصدر : السلسلة الصحيحة رقم [45])]
وأحاديث كثيرة منها : «(إنَّ الرَّجلَ ليبلُغُ بحُسنِ خُلقِه درجةَ الصَّائِمِ القائِمِ)الراوي : عبد الله بن عمر» (المصدر : علل الدارقطني رقم [2841])
ومنها كذلك « (أقربُكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ أحسنُكم خُلُقًا)»
[الراوي : علي بن أبي طالب (المصدر : صحيح الجامع رقم [1176])]
أما إذا أردنا ذكر التفاصيل فلن نستطيع إلا تناول أقل القليل
وهذا ما صرفني عن كتابة المقال منذ مدة طويلة لأني كنت أود استعراض العلاقات الإنسانية كلها وكيف وضع الإسلام أطر للتحرك خلالها فوضع شكلًا بين العلاقة بين الأب والابن، والابن وأبويه، والعلاقة بين الزوجين، والعلاقة بين الأخوة وعلاقة الأرحام، والعلاقة بالغرباء، وعلاقة الأخوة في الإسلام، والعلاقة مع غير المسلمين، والعلاقة بين المعلم وطالب العلم، العلاقة بين الحاكم ورعيته، العلاقات القائمة على المصالح الاقتصادية وغير ذلك كثير.
وقد توغل في السلوكيات الشخصية في آداب الطعام مثل
في الحديث :” «كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ» ”
الراوي :عمر بن أبي سلمة (المصدر : صحيح البخاري رقم [5376])
كذلك في آداب الحديث منها قوله صلى الله عليه وسلم «“إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فلا يَتَناجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ، أجْلَ أنْ يُحْزِنَهُ» . “
[الراوي :عبد الله بن مسعود (المصدر : صحيح البخاري رقم [6290])]
كذلك في آداب العلاقات الخاصة جدًا مثل قوله صلى الله عليه :” «لَوْ أنَّ أحَدَهُمْ إذا أرادَ أنْ يَأْتِيَ أهْلَهُ قالَ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنا الشَّيْطانَ، وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، فإنَّه إنْ يُقَدَّرْ بيْنَهُما ولَدٌ في ذلكَ لَمْ يَضُرَّهُ شيطانٌ أبَدًا» .”
[الراوي :عبد الله بن عباس(المصدر : صحيح البخاري رقم [6388])]
كذلك آداب العبادات منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:” «مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ» .”
[الراوي :أبو هريرة(المصدر : صحيح البخاري رقم [1903])]
كذلك آداب السفر منها قوله صلى الله عليه وسلم: «“لا يحلُّ لثلاثةٍ يكونونَ بفلاةٍ من الأرضِ إلَّا أمَّروا عليهِم أحدَهم”»
الراوي :عبد الله بن عمرو(المصدر :نيل الأوطار رقم [9/157])
وفي الآداب التربوية الحديث يطول ففي الحديث:
«دعتني أمي يوما ورسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة»
[الراوي :عبدالله بن عامر بن ربيعة(المصدر :سنن أبي داود رقم [4991])]
وغيرها من الآداب مثل آداب الضيافة وآداب الجوار وغيرها كثير بما يحقق للمسلم العيش في سلام من خلال مجتمع فاضل راقي.
Source link