صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه. ماذا لو كان بيننا اليوم؟ (11) – فاطمة الأمير

منذ حوالي ساعة

بعد أن خطَّ قلمي القليلَ من سيرة الفاروق رضي الله عنه، وتعلَّقت به قلوبنا، لا أعلم، لماذا يراودني هذا السؤال كثيرًا: ماذا لو كان بيننا اليوم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

 

 

 

بعد أن خطَّ قلمي القليلَ من سيرة الفاروق رضي الله عنه، وتعلَّقت به قلوبنا، لا أعلم، لماذا يراودني هذا السؤال كثيرًا: ماذا لو كان بيننا اليوم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

سؤال يتردد صداه كل يوم بداخلي، فكلما رأيت ظلمًا أو عدوانًا أو منكرًا، أتخيل عمر بن الخطاب وهو بيننا يدفع تلك الآهات عن قلوب نَحَرَ الظلم عُنُقَها، ويُعيد الحق لصاحبه مهما كانت ديانته.

أتخيل الرخاء الذي سيعم بيوت المسلمين، فلن ينام مسلمًا جائعًا، ولن يصرخ طفل من قلة الطعام، ولن يكون هناك محتاج.

أتخيله وهو يخوض الحروب يدافع عن كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها.

أتخيل العدل الذي كان سيملأ الأرض، وضربة سيفه في وجه العدو، وكثرة فتوحاته وإنجازاته.

أتخيل المساجد وهي تتزاحم بالمصلين، يقفون خلف صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُنْصِتون لصوته العذب في ترتيل آيات الله، يستمعون إلى خطبته قبل الصلاة.

واليوم مع شدة الأحداث التي توالت على بلاد المسلمين في شتى بقاع الأرض، أتساءل: هل كان سيسمح بصرخات الأطفال في فلسطين وسوريا والسودان، وبكاء الثَّكالى من الأمهات على أبنائهم؟

هل كان سيسمح بهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، وهدم المساجد والتعدي على المصلين فيها؟

هل كان سيسمح باغتصاب أراضي المسلمين وإخراجهم منها؟

هل كان سيسمح بكل بتلك المجازر وبذاك الحصار من الجوع والعطش، والموت الذي خيَّم على كثير من بيوت المسلمين في شتى بُلدان العالم؟

هل كان سيسمح أن يُهان المسلم في عُقْرِ داره؟

هل كان سيسمح لقادة العرب بالذل والهوان، وطأطأة رؤوسهم، واكتفائهم بالصمت والمشاهدة على إيذاء المسلمين دون أدنى ردِّ فعل منهم؟

لا والله ما كان سيسمح بكل هذا، بل كانت ستقوم الدنيا وتشتعل بداخله نار الغَيرة والحَمِيَّة على الإسلام والمسلمين، بل ستتزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائه، يبُثُّ فيهم الخوف والرعب، فلا يتجرأ أحد على المسلمين ما دام عمرُ حيًّا يُرزق.

ولهذا أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نقتدي بصاحبيه؛ لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «اقتدوا باللَّذَين من بعدي: أبي بكر وعمر» [رواه أحمد والترمذي].

فهل اقتدينا بقوة عمر، وشدة عمر، وحزم عمر، وعدل عمر، ورحمة عمر، وتواضع عمر؟

فرحمك الله يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بقلم/ فاطمة الأمير 

فاطمة الأمير

كاتبة أسعى للتغيير و الإصلاح، وهدفي الدعوة إلى الله، لدي بفضل الله العديد من المقالات وبعض الكتب منها: رمضان بداية حياة، هل يستويان؟!، حتى لا تغتال البراءة.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

وما توفيقي إلا بالله – طريق الإسلام

ما أعظم أن يسير المرء في طريق الخير، ويستقيم عليه، وترعاه عناية الله في كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *