قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة

منذ حوالي ساعة

قال ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ».

روى الترمذي، وقال: «حسن صحيح» عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ، قَالَ:  «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ».

 

ثُمَّ قَالَ:  «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ».

 

قَالَ: ثُمَّ تَلَا  {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}  [السجدة: 16]، حَتَّى بَلَغَ  {يَعْمَلُونَ}  [السجدة: 17].

 

ثُمَّ قَالَ:  «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ» ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:  «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ».

 

ثُمَّ قَالَ:  «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ» ؟، قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ:  «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا»، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ:  «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»[1].

 

معاني المفردات:

يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ: أي يكون سببا في دخولي الجنة، وفي نجاتي من النار.

 

لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ: أي عن عمل عظيم؛ لأن دخول الجنة، والنجاة من النار أمر عظيم؛ لأجله أنزل الله الكتب، وأرسل الرسل.

 

عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: أي بتوفيقه إلى القيام بالطاعات على ما ينبغي.

 

تَعْبُدُ اللَّهَ: أي توحده.

 

وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا: أي لا تصرف شيئا من العبادة لغير الله عز وجل.

 

أَبْوَابِ الخَيْرِ: أي من النوافل.

 

الصوم: أي الإكثار من نفله.

 

جُنَّةٌ: أي وقاية لصاحبه من المعاصي في الدنيا، ومن النار في الآخرة.

 

الصَّدَقَةُ: أي نفلها.

 

وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: أي كذلك قيام الليل يطفئ الخطيئة، والمرأة مثل الرجل في ذلك.

 

تَلَا: أي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ليبين فضل صلاة الليل.

 

{تَتَجَافَى}: أي تتباعد.

 

{الْمَضَاجِعِ}: أي مواضع الاضطجاع للنوم.

 

حَتَّى بَلَغَ  {يَعْمَلُونَ}: أي قرأ الآيتين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}  [السجدة: 16  17].

 

ثُمَّ قَالَ: أي النبي صلى الله عليه وسلم.

 

بِرَأْسِ الأَمْرِ: أي أعلاه الذي سألتَ عنه.

 

ذِرْوَةِ: بضم الذال وكسرها، أي الطرف الأعلى.

 

بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ: أي بمقصوده، وما يعتمد عليه، والملاك بكسر الميم، وفتحها.

 

فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ: أي أمسك النبي صلى الله عليه وسلم لسان نفسه.

 

كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا: أي لا تتكلم بما لا يعنيك؛ فإن من كثُر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه.

 

ثَكِلَتْكَ: أي فقدتك، ولم يقصد صلى الله عليه وسلم حقيقة الدعاء، بل جرى ذلك على عادة العرب في المخاطبات.

 

يَكُبُّ: أي يُصرع.

 

النَّاسَ: أي أكثرهم.

 

حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ: أي ما يتحدثون به مما لا فائدة فيه.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- الأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة.

 

2- فضل الصوم، وأنه وقاية من الوقوع في الشهوات، والمحرمات.

 

3- فضل الصدقة، وأنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

 

4– فضل التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض.

 

5- فضل الصمت، والتحذير من خطر اللسان على الإنسان.

 

6- ينبغي للمعلم أن يمدح صاحب السؤال الجيد تشجيعًا له على سؤاله.

 

7- فضل قيام الليل، وأنه يطفئ الخطيئة.

 

8- السنة تفسر القرآن، فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله:  {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}  بأنها صلاة الرجل في جوف الليل.

 

9- عظيم منزلة الجهاد في سبيل الله.

 


[1] صحيح: رواه الترمذي (2616)، وقال: «حسن صحيح»، وابن ماجه (3973)، وأحمد (22016)، وصححه الألباني.

________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم

منذ حوالي ساعة الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *