هل تسحاق امراتان في رمضان يجب عليهم كفارة و شكر
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالسحاق في نهار رمضان مُبْطِلٌ للصوم في قول أكثر أهل العلم إن أنزلتا؛ حفظ الفرج عن الإنزال واجب في الصوم، كما في “الصحيحَيْنِ” عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله تعالى: (إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي” الحديث. والسحاق من الشهوة المحرمة، وهو من كبائر الذنوب، غير أنه لا يكون مفطرًا إلا بالإنزال، والمتسْاحقة لم يَدَعْ شهوتَهُ، ووقعت في كبيرة، وانتهكت حرمة الشهر الفضيل.
جاء في “المغني” لابن قدامة (3/ 137-138): “فإن تساحقت امرأتان، فلم ينزلا، فلا شيء عليهما، وإن أنزلتا فسد صومهما.
وهل يكون حكمهما حكم المجامع دون الفرج إذا أنزل، أو لا يلزمهما كفارة بحال؟ فيه وجهان، مبنيان على أن الجماع من المرأة هل يوجب الكفارة؟ على روايتين، وأصح الوجهين أنهما لا كفارة عليهما؛ لأن ذلك ليس بمنصوص عليه، ولا في معنى المنصوص عليه، فيبقى على الأصل”. اهـ.
وعليه فالواجب عليهما التوبة النصوح، والإكثار من الأعمال الصالحة،، والله أعلم.
Source link