{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}؛ لتعلم أنه لا يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإيمان إلا الجهاد في سبيل الله تعالى
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء: 84]، تأمل قَولَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}؛ لتعلم أنه لا يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإيمان إلا الجهاد في سبيل الله تعالى؛ لأن الذين كفروا لا يردعهم عن الظلم رادع، ولا يمنعهم عن الطغيان مانعٌ؛ كما قال الله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} [التوبة: 10].
فكم من دماء أُريقت! وكم من أرواح أُزهقت! وكم من أعراض انتهكت! وكم من أناس هجروا من أوطانهم! لا لجريرة ارتكبوها، ولا لجرم اقترفوه إلا لإيمانهم بالله تعالى؛ كما قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8].
وما تجرأ أعداء الإسلام على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا حين علموا أنهم في مأمن من العقاب، وأنه لا بواكي لهؤلاء المستضعفين، فظنوا أن دماءهم، وأعراضهم، وأموالهم كلأ مباحًا، وعرضًا مستباحًا.
ففي كل بقعة من أرض الله جراح تنزف، ودماء تسيل، والعالم يغض الطرف، عن تلك الجرائم الشنيعة، والأعمال البشعة القبيحة، فقط لأن الأضحية مسلمون.
ولا يرفع ذلك الظلم، ويكشف تلك الغمة إلا بعودة المسلمين إلى دينهم كما أنزله الله تعالى، بكل ما فيه من أحكام ومنها تشريع الجهاد في سبيل لله تعالى.
فإن العالم اليوم لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، فهي اللسان لمن أراد فصاحة، وهي السلاح لمن أراد قتالًا.
ولا يستقيم أمر العالم إلا وزمام أمره بيد المسلمين، ولا يتحقق السلام في الأرض إلا بذلك.
______________________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
Source link