منذ حوالي ساعة
ظاهرة انتشار (الداعيات) عبر الفضائيات، أو على برامج التواصل الاجتماعي من أغرب الظواهر والمخالفات التي تجرأت فيها بعض المتصدّرات على قواعد الشريعة ونصوصها الثابتة، بل على أعراف الأمة وفطرة البشر.
ظاهرة انتشار (الداعيات) عبر الفضائيات، أو على برامج التواصل الاجتماعي من أغرب الظواهر والمخالفات التي تجرأت فيها بعض المتصدّرات على قواعد الشريعة ونصوصها الثابتة، بل على أعراف الأمة وفطرة البشر.
ولو سألنا مَن تتصدر للدعوة أو لتعليم الناس دينهم عبر هذه البرامج المصورة ممن تخرج بنقابها أحياناً، أو بزينتها أحياناً أخرى، أو سافرةً عن وجهها ومتأنقةً في لباسها :
ألم تأتكِ النصوصُ الصريحةُ التي تأمر المرأة -حتى لو كانت أم المؤمنين- بالتحفُّظ، والتحجّب والتستر عن الرجال حتى لو كانوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
{{ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲۚ ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّ }} .
{{ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَیَطۡمَعَ ٱلَّذِی فِی قَلۡبِهِۦ مَرَضࣱ وَقُلۡنَ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا }} .
هل عَدِمت الأمةُ الرجالَ حتى تخرجينَ بحُجّة الدعوة فتعرضين نفسَكِ للناس كلّ الناس، بَرِّهم وفاجرهم، تزوّقين كلامك وترقّقينه، وتتمايلين يمنةَ ويسرة، وتناقشين وتحاورين، أم أنها انعدمتِ الغيرةُ، وفُقِدَ الحياء، والأنبياء عليهم السلام كانوا يقولون:
” إذا لم تستح فاصنع ماشئت ” .
سقى الله أيام كانت المرأة حين تسمع قرْعَ باب بيتها تأتي وتقرعُ البابَ من الخلف أو تضع على فمها طرف ثوبها لتسأل عن الطارق بصوتٍ خَشن لايفتِنُ الرجال ولايحرك قلوبَهم.
وهذه فاطمةُ بنتُ الإمام مالك
كانت تحفظُ علمَه -يعني الموطأ- وكانت إذا قُرئ على أبيها تقفُ خلف الباب، فإذا غلط القارئُ، نَقَرت بالباب، فيفطنُ مالك، فيرد عليه.
فسبحان الله ..عالمةٌ تدق الباب، وجاهلةٌ تفتح قناةً على اليوتيوب والانستغرام، وتظهَر على الناس بزينتها، وتُفتي للناس بجهلها، وتسمي نفسها “داعية” وهي بذاتها بحاجة إلى من يدعوها إلى تقوى الله وترك هذا المنكر !
أغرّتها كثرةُ المشاهدات، وفَتَنتها الإعجاباتُ والمشاركات
{{ وَإِخۡوَ ٰنُهُمۡ یَمُدُّونَهُمۡ فِی ٱلۡغَیِّ ثُمَّ لَا یُقۡصِرُونَ }}
لقد كانت أمُّنا عائشة -رضي الله عنها- عالمة زمانها
يأتي الصحابةُ إليها لأخذ العلم منها، فتكلّمُهم من وراء حجاب
و هم صحابة -رضوان الله عليهم- ، ألم تكن قادرة على أن تلبس نقابا وتقابلهم ؟؟
سقى الله أياماً كانت فيها المرأة بحيائها ووقارها وحشمتها دعوة صامتة، وقدوة صالحة، حتى صرنا إلى يوم تأتيك من تغرِّد أمام الناس بكلام منمَّق، وتعلّمهم بأسلوب مُفَزلَك، بل ربما تخطب بهم الجمعة، وتنشد الأناشيد وتغني الأغاني ( الدينية ) تحت شعار
(صوت المرأة ليس بعورة ) !!
إن العورةَ كل العورةٍ أن تنسلخَ المرأةُ من أنوثتها وتفتن الرجال بأي نوع من أنواع الفتن، حتى لو قرأت أمامهم القرآن، أو أذّنت للصلاة
( والأذن تعشق قبل العين أحيانا ) فكيف لو اجتمعت الأذن والعين ؟!!
ما بالأنوثة من عارٍ لتنسلخي *** منها، وتَسعَيْ وراء الوهم في سرَبِ
ولستِ قادرةٌ أن تصبحي رجلاً *** ففطرةُ الله أولى منك بالغلَبِ
أما ذكرت أيتها ( الداعية ) وأنت تتزينين أمام المرآة قبل التصوير قول الله تعالى:
{{ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ یَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَیَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا یُبۡدِینَ زِینَتَهُنَّ}}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم «“المرأةُ عورةٌ فإذا خرجتْ استشْرَفَها الشيطانُ”»
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : « “ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ على الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ”» . (متفق عليه )
وفي مسلم:
«“فاتَّقُوا الدُّنْيا واتَّقُوا النِّساءَ؛ فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرائِيلَ كانَتْ في النِّساءِ”» .
فاتقين الله يامعشر النساء
{{ وَقَرۡنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ ٱلۡأُولَىٰ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِینَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤۚ إِنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِ وَیُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِیرࣰا }} .
لقد حدد الشارع الحكيم مكانك أيتها المرأة، وصانك، وحافظ عليك، وعظّم مكانتك، ورفع قدرك، وأوجب على الرجل رعايتك والإنفاق عليك من أجل أن يطهرك تطهيرا، فإياك أن تقعي في حبائل الشيطان، وأن تخدعك شعارات أهل الفتن والهوى الذين يعبثون بك، ويخططون لإفساد المجتمعات من خلالك.
فمكانك ومملكتك بيتك
«“والمَرْأَةُ راعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها ومَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها”» . أكثري فيه من ذكر الله وتلاوة القرآن،
{{ وَٱذۡكُرۡنَ مَا یُتۡلَىٰ فِی بُیُوتِكُنَّ مِنۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِیفًا خَبِیرًا }}
اعرفي حق زوجك، يأنسْ بك، ويسعَدْ بصُحبتك، كوني له أرضًا يَكُنْ لك سماءً، وكوني مِهادًا يكُنْ عِمادًا، وأَمَةً يكُنْ عَبدًا، وفِراشًا يكُنْ مَعاشًا، حافظي على شؤون بيتك، وقومي على رعاية أسرتك، وتربية أولادك فهذا شرفٌ لا يناله إلا من وفقه الله لذلك، وتلك سعادةٌ في الدنيا غامرة لايشعر بها إلا من استسلم لأمر ربه، واتبعَ هديَ نبيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم عندئذ يبشرك في أخراك بقوله:
«” إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وحصَّنت فرجَها وأطاعت بعلَها دخلت من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءت» “.
فماذا تريدين أكثر من ذلك ؟!
– د محمد بن بديع موسى –
Source link