هكذا هو الإسلام وأهله: أولى بالحق وبأصحاب الحق في كل زمان ومكان، ومهما غلا البعض في حق ما، أو في نبي كريم، أو صالح جليل، فليس ذلك بمانع من توليه وحبه، والانتماء إليه، وأداء حقه كاملا:–
1- فأهل الإسلام أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، وإن زعم بنو إسرائيل أنهم تبع له، وأنه وعدهم أرضا وتمكينا، وقد قال الله سبحانه {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}.
2- ونحن أولى بموسى عليه السلام من بني إسرائيل، وإن غلوا فيه، وزعموا الانتساب إليه، واتباع شريعته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم « نحن أولى بموسى منهم» وفي رواية «أنتم أولى بموسى منهم».
3- ونحن أولى بعيسى عليه السلام من النصارى الذين زعموا أنه إله أو ابن إله أو ثالث ثلاثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة».
4- والإسلام أولى بحقوق المرأة، ورفع الظلم عنها، وإن غلا في هذا الباب أصحاب الدعوات النسوية والعلمانيون والليبراليون.
5- والإسلام أولى بحقوق الفقراء والطبقات المطحونة من العمال والفلاحين، وإن رفع ذلك شعارا اليساريون والاشتراكيون.
6- وأهل السنة أولى الناس بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه، وذكر ممادحه وشمائله، وكثرة الصلاة عليه، وحب الصالحين، والعناية بالرقائق وأعمال القلوب وإن غلا في ذلك كله المتصوفة في القديم والحديث.
7 – وأهل السنة أولى الناس بأهل البيت وبعلي والحسين رضوان الله عليهما من الشيعة الذين غلوا في ذلك أشد الغلو وأقبحه، لكن هذا الغلو لا يصح أن ينسينا أن حب الحسين رضي الله عنه دين وإيمان، وسنة وإسلام، وأنه من دلائل محبة جده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل (أحب الله من أحب حسينا) وقد لاحظت شيئا من التقصير لدى بعض أهل السنة في التذكير بفضائل أهل البيت، وإشاعة ذلك بين الناس، كنوع من رد فعل نفسي تجاه الغلو الشيعي المقيت في تقديس أهل البيت أو الدروشة الصوفية في محبة الأولياء، ودعائهم أو الاستغاثة بهم من دون الله، وللأسف فقد استغل الشيعة ذلك في إشاعة الأكاذيب حول أهل السنة ورميهم بالنصب، وبغض أهل البيت، وهم في ذلك كاذبون مفترون، فالمحبة الحقيقية دليلها الاتباع وموافقة الشرع وتعظيم السنة، والحسين وأخوه وأبوه وقبل ذلك جده صلى الله عليه وسلم براء من كل بدعة وضلالة، وغلو وشركيات.
Source link