منذ حوالي ساعة
يتجلى جمال الإسلام وعظمته في مواكبة الحياة وتحدياتها، وفي توفير السكينة والطمأنينة للمؤمنين في كل زمان ومكان.
في الآونة الأخيرة، انتشر خبر يتحدث عن خطورة الذكاء الاصطناعي على الوظائف، مفاده أن 60% من الوظائف في العالم معرضة للخطر بسبب الذكاء الاصطناعي، وأن ما بين 400 مليون و800 مليون وظيفة في العالم مهددة بالانقراض، هذا النوع من الأخبار قد يثير القلق والخوف في قلوب الكثيرين، إلا أن وقعها يختلف باختلاف العقيدة والمرجعية التي يؤمن بها الفرد.
الرزق في الإسلام:
يأتي الإسلام منارة للراحة والطمأنينة في مثل هذه الأوقات العصيبة، فالمؤمن عندما يسمع خبرًا كهذا، يجد في قلبه السكينة والثبات، مستعينًا بإيمانه بالله وبوعوده، يقول الله تعالى في سورة الذاريات: ﴿ {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} ﴾ [الذاريات: 22].
هذه الآية الكريمة تذكرنا بأن الأرزاق مقدرة وموزعة من الله تعالى، فهو الذي يسير الكون ولن يعجزه شيء عن إيصال رزقه إلى عباده مهما كانت الظروف.
ثبات المؤمن:
المؤمن يعيش في سعادة دائمة ومستمرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكانَ خَيْرًا له» ))؛ (رواه مسلم) .
هذا الحديث الشريف يوضح أن المؤمن يرى في كل حدث، مهما كان صعبًا خيرًا له، فإيمانه بالله وثقته بأن ما قدره الله خير له، يبعث في نفسه الطمأنينة والسكينة.
التاريخ يشهد:
هذه النظرة ليست بعيدة عن الواقع، فعندما حصلت الطفرة الصناعية في الماضي، فقد الكثير من المزارعين وظائفهم بسبب التطور التكنولوجي، ومع ذلك لم يقف العالم عند هذا الحد، بل وجد الناس سُبُلًا جديدة للرزق.
يذكر أن أحد الأمهات اشتكت لزوجها من بُعْد مكان الحطب، وقالت: “إذا كان هذا في زماننا، فكيف بزمان أحفادنا؟” فجاءت الكهرباء وجعلت من الحطب أمرًا ثانويًّا لا قيمة له عند كثير من الناس. هذا المثال يعكس كيف أن التغيرات التكنولوجية قد تجلب في البداية قلقًا وخوفًا، لكنها في النهاية تأتي بحلول جديدة لم تكن متوقعة.
خاتمة:
الإسلام يُعلِّمنا أن الرزق بيد الله، وأنه قد تكفل بأرزاق خلقه وتيسير أسبابها. يعلمنا البحث عن الرزق بالطرق المباحة، ويؤكد لنا أن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها؛ لذلك فإن المؤمن عندما يواجه مثل هذه الأخبار، يظل قلبه مطمئنًا واثقًا بأن الله هو الرزاق، وأن ما قد يبدو تهديدًا في الظاهر، قد يكون في الحقيقة بابًا لفرص جديدة ورحمة من الله.
بهذا يتجلى جمال الإسلام وعظمته في مواكبة الحياة وتحدياتها، وفي توفير السكينة والطمأنينة للمؤمنين في كل زمان ومكان.
__________________________________________________
الكاتب: د. محمد موسى الأمين
Source link