أفضل شعب الإيمان – محمد جميل زينو

منذ حوالي ساعة

قال ﷺ: «الإيمان بضعٌ وسِتون شُعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضعٌ وسِتون شُعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»؛ (رواه مسلم).

 

وقد لخص الحافظ في “الفتح” ما أورده العلماء بقوله:

إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن:

1- فأعمال القلب: المعتقدات والنيات، وهي أربع وعشرون خصلة: الإيمان بالله، ويدخُل فيه الإيمان بذاته، وصفاته وتوحيده بأنه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].

 

واعتقاد حدوث ما دونه، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره، والإيمان باليوم الآخر، ويدخل فيه السؤال في القبر (ونعيمه وعذابه)، والبعث والنشور، والحساب والميزان والصراط، والجنة والنار، ومحبة الله، والحبُّ والبغضُ فيه، ومحبةُ النبي صلى الله عليه وسلم، واعتقاد تعظيمه: ويدخُل فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، والإخلاص: ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق، والتوبة والخوف، والرجاء والشكر والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء والقدر والتوكل والرحمة، والتواضع:

ويدخل فيه توقير الكبير، ورحمة الصغير، وترك الكِبر والعُجْب، وترك الحسد، والحقد، وترك الغضب.

 

2- وأعمال اللسان: وتشمل على سبع خصال:

التلفظ بالتوحيد (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله)، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء، والذكر: ويدخل فيه الاستغفار، (والتسبيح) واجتناب اللغو.

 

3- وأعمال البدن: وتشمل على ثمان وثلاثين خصلة:

أ- منها ما يتعلق بالأعيان، وهي خمسَ عشرة خصلة:

التطهُر حِسًا وحكمًا: ويدخل فيه اجتناب النجاسات، وستر العورة، والصلاة فرضًا ونفلًا، والزكاة كذلك، وفك الرقاب، والجود: ويدخل فيه إطعام الطعام، وإكرام الضيف، والصيام فرضًا ونفلًا، والاعتكاف، والتماس ليلة القدر، والحج والعمرة، والطواف كذلك، والفرار بالدِّين: ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك إلى دار الإيمان والوفاء بالنذر والتحري في الأيمان:

(بأن يكون الحلف عند الحاجة)، وأداء الكفارات:

(مثل كفارة اليمين وكفارة الجماع في نهار رمضان).

 

ب- ومنها ما يتعلق بالأتباع وهي ست خصال:

التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال، وبر الوالدين ويدخل فيه: اجتناب العقوق، وتربية الأولاد، وصلة الرحم، وطاعة السادة (في غير معصية الله)، والرفق بالعبيد.

 

جـ- ومنها ما يتعلق بالعامة، وهي سبع عشرة خصلة:

القيام بالِإمارة مع العدل، ومتابعة الجماعة، وطاعة أولي[1] الأمر، والإصلاح بين الناس: ويدخل فيه قتال الخوارج[2] والبغاة، والمعاونة على البر والتقوى: ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد. ومنه المرابطة، وأداء الأمانة، ومنه أداء الخُمس، والقرض مع وفائه، وإكرام الجار، وحسن المعاملة: ويدخل فيه جمع المال من حِلّه، وإنفاقه في حقه، ويدخل فيه: ترك التبذير والِإسراف، ورد السلام، وتشميت العاطس، وكف الأذى عن الناس، واجتناب اللهو، وإماطة الأذى عن الطريق.

 

فهذه 69 خصلة، ويمكن عدها 79 خصلة باعتبار أفراد ما ضُم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلم. [انظر: فتح الباري ج 1/ 52].

 

أقول: هذا الحديث المتقدم، يدل على أن التوحيد هو كلمة لا إله إلا الله أعلى مراتب الإيمان وأفضلها.

 

فعلى الدعاة أن يبدأوا بالأعلى ثم الأدنى، وبالأساس قبل البناء، وبالأهم فالمهم، لأن التوحيد هو الذي جمع الأمة العربية والأعجمية على الإسلام، وكوّن منهم الدولة المسلمة دولة التوحيد.

 


[1] المراد بأُولي الأمر: الحكام المسلمين إذا لم يأمروا بمعصية.

[2] الخوارج هم الذين يُكفرون المسلم بارتكاب الكبائر.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *