منذ حوالي ساعة
ماذا ستفعل شعوب كاملة أمام من سيمنع عنها الطعام والشراب في حال امتناعهم عن تصديق ربوبيته؟؟؟
الله رب العالمين خلقنا لنعبده وحده لا نشرك به شيئاً، ونقدم أمره على كل أمر حتى ولو أمرت النفس وحتى لو أمر الهوى، خالف هواك في رضا مولاك.
ونبهنا تعالى بأننا في دار اختبار كبير يبتلي الله فيه صدق إيماننا من خلال مواقفنا وأقوالنا وردود أفعالنا إزاء اختبارات الإيمان المستمرة، قال تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} [العنكبوت ] .
وواقع الأمة وإحصائياتها تشير إلى أن أبناء الأمة ولغوا في فتن ورسبوا في اختبارات تحتاج توبة متجددة ووقفة مع النفس.
فإن كان أبناء اليوم لا يثبتون أمام نظرة محرمة إلى مقاطع إباحية ولا يصبرون عن لقمة ربوية، ولا يتورع الكثير منهم عن ألفاظ نابية تتردد ليل نهار حتى أصبح سب الملك القهار كلبانة على ألسنة الكثير وإنا لله وإنا إليه راجعون.
معظم بنات المسلمين (كاسيات عاريات) إما بلبس الضيق أو الشفاف أو العاري ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحجة عندهن تقليد الغرب واتباع الموضة، راسبات في اختبار الطاعة متبعات لسنن الشيطان.
فضائياتنا تعج بالمحرمات، ومواقع تواصلنا وعلاقاتنا تنبيء عن كوارث، سواء العلاقات المختلطة داخل الجامعات أو المدارس أو أماكن العمل أو في مواقع التواصل.
وكل هذه من اختبارات صدق الإيمان، هل ستصدق مع الله وتنتهي أم ستتبع الهوى وتكمل في طريق الشيطان.
فإن كان الرسوب ظاهراً أمام مثل هذه الاختبارات، فكيف بنا أمام أعظم فتنة ستمر على تاريخ الكرة الأرضية.
عن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال » [رواه مسلم] .
تأمل معي ما ورد فيما يأتي به الدجال من خوارق, وأخبرني بالله عليك كيف سيصمد من تتأثر عقائدهم بأكاذيب التافهين والتافهات لمجرد ظهورهم في وسائل الإعلام ونوافذ التواصل؟؟؟!!!
هذه بعض خوارق الدجال وعلى كل منا أن يقف أمامها متأملاً : ماذا سأفعل وكيف سأثبت أمام هذه الاختبارات الرهيبة.
والإجابة : العصمة من الله وفي اتباع منهجهه وفي الثبات على دينه وشرعه.
خوارق الدجال:
لا تكمن فتنة الدجال في شكله ولا في لفظه، وإنما فيما يجري على يديه من خوارق وعجائب تفتن الناس وتدفعهم إلى تصديقه واتباعه، فمن عجائبه وخوارقه أن معه ماءً وناراً يخيل للناس أن ماءه يروي، وناره تحرق، بينما الأمر في حقيقته على خلاف ذلك، فماؤه نار، وناره ماء بارد، فعن حذيفة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال في الدجال: ( «إن معه ماءً وناراً فناره ماء بارد، وماؤه نار » ) [رواه البخاري] . وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما – رأي العين – ماء أبيض، والآخر – رأي العين – نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد» [رواه مسلم] .
ومن خوارقه وعجائبه أن معه جبالاً من الخبر، وأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، ويأمر الأرض أن تخرج كنوزها فتخرج، فقد ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه: ( «يسير معه جبال الخبز، وانهار الماء» ) [رواه أحمد] . وعن النواس بن سمعان – رضي الله عنه – أن النبي ذكر من فتنة الدجال أنه: ( «يأتي القوم فيدعوهم فيكذبونه ويردون عليه قوله، فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم، ويصبحون ليس بأيديهم شيء، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ويصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم – ماشيتهم – كأطول ما كانت ذُرَاً – جمع ذروة وهي أعالي الأسنمة – وأمده خواصر، وأدره ضروعاً، ثم يأتي الخرِبة – الأرض الخربة – فيقول لها: أخرجي كنوزك – مدفونك من المعادن – فينصرف منها فيتبعه كيعاسيب النحل – أي كما يتبع النحل اليعسوب، وهو أمير النحل-، ثم يدعو رجلاً شاباً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين – قطعتين -، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك» ) [رواه مسلم] . ولا شك أنها فتنة عظيمة يسقط في حبائلها كل من لم يتبصّر أمر الدجال وشأنه، أما من قرأ أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – وآمن بها فهو أشد ثباتاً، وشأن الدجال عنده سيكون أجلى من الشمس في رابعة النهار .
سؤال: كيف سيصمد أمام الجوع والخوف من لا تحركه إلا بطنه، فهو لا يغير منكراً ولا يأمر بمعروف ولا يتزحزح إلا إذا تأثر طعامه وشرابه وماله،،، ماذا ستفعل شعوب كاملة أمام من سيمنع عنها الطعام والشراب في حال امتناعهم عن تصديق ربوبيته؟؟؟ وكيف سيصمدون وهو يعاقب من يكفر به بمنع كل خيرات الدنيا عنهم؟؟؟
اختبار شديد وفتنة عظيمة : اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.
وفي الختام:
العصمة في الإيمان التزام تقوى الله في السر والعلن فلا عاصم من مضلات الفتن إلا رب العالمين سبحانه.
أبو الهيثم
Source link