المجيء إلى صلاة الجمعة مبكرًا لنيل الأجر – إذا دخلت المسجد تجلس حيث ينتهي بك المجلس فإذ جئت متأخرًا فلا تتخطَّ الرقاب – لا يجوز أن تسلِّم، أو تمدَّ يديك إشارةً”
من سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المهجورة في هذا الزمان، هو المجيء إلى صلاة الجمعة مبكرًا، فإنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: «من جاء في الساعة الأولى يوم الجمعة، فكأنما قرَّب بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة، فكأنما قرَّب كبشًا أقرن، ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة».
فمن استعجل المجيء إلى صلاة الجمعة، فإن أجره يكون أعظم، وأضعاف أضعاف ما لو تأخر إلى الخطبة الثانية، أو جاء متأخرًا، فالتبكير إلى الجمعة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي هُجرت في أيامنا، فهذه ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين،
ومن سنن النبي صلى الله عليه وسلم أنك إذا دخلت المسجد يوم الجمعة أن تجلس حيث ينتهي بك المجلس، فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يتخطى الرقاب يوم الجمعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: «اجلس فقد آذيت وآنيت»، فإذ جئت متأخرًا، فلا تتخطَّ الرقاب، فإن هذا مما يحرم الأجر، فكن متأخرًا لكن إذا ازدحم المجلس، ورأيت فرجة فلا بأس، فإن الضرورة تقدَّر بقدرها،
كذلك إذا دخلت يوم الجمعة فلا داعي لأن تسلِّم، ولا داعي لأن تمدَّ يديك إشارةً، فبعضهم ربما دخل فرأى صاحبه قريبًا أو بعيدًا، فأشار له بالسلام أشار له بيده، هذا أيضًا لا يجوز، بل اجلس في المكان الذي انتهيت إليه، فإذا انتهيت من الصلاة، صافحت هذا وعانقته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لأخيه أنْصِت والخطيب يخطب، فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له»
وكونك تقول له: أنصت معنى ذلك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وهو محرَّم حال الخطبتين، فما بالك برد السلام، إلا أن يكون أمرًا اضطراريًّا، ورأيت أعمى لا يدري إلى أين يصلي، ولا أين يجلس، فهذه ضرورة، كذلك إذا حصل لأحد موت أو شيء من الأمور الخطيرة، فلا بأس أن تبادر بإنقاذه، فإن الدين جاء لتحقيق المصلحة ولإزالة المفسدة، فدين الله سعادة كله؛ كما قال ابن العثيمين:
والدين جاء لسعادة البشر ** ولانتفاء الشر عنهم والضرر
هذه بعض التنبيهات التي نلخصها يوم الجمعة، أسأل الله تعالى بمنِّه وكرمه أن يجعلنا وإياكم هداة مُهتدين غير ضالين ولا مضلين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
Source link