منذ حوالي ساعة
“يارب يقينا بك في كل الظروف، ونداء لك لا ينقطع في الشدة والرخاء”.
يظهر والعلم عند الله تعالى
أن التنصيص على قوع النداء في الظلمات هنا للدلالة على أمرين
أولها كمال قدرة الله تعالى في تفريج الكربات مهما عظمت.
وثانيهما وهو ما أريد بسطه هنا:
الثناء على يونس في هذا الموضع خاصة وبيان فضيلة له مع كونها سببا للإجابة أيضا.
وهي أنه دعا وهو في الظلمات..
وقد يقول قائل إن من المعتاد أن يلجأ الناس في الكروب الخانقة إلى ربهم.
ولكن هذا ليس دائما
بل كثيرا ما يختنق العبد بهمومه فلا يتكلم ولا ينطق ولا يدعو
ويبلس فلا ينادي ربه.
في أحوال الضيق والغضب والانقطاع والألم يشتغل الإنسان بمواجعه ويذهل بها عن كل شيء.
من يوفقه الله في تلك المضايق من غضب أو حزن او يأس أو ألم إلى الدعاء فهذا علامة أن الله يريد أن يجيبه.
من السهل أن تدعو في الحرم وأنت ترتدي الإحرام والملايين يدعون حولك.
من السهل وأنت في عافية في مسجد بارد أن تدعو بين الأذان والإقامة.
لكن أن تدعو في زحمة خانقة أو أوجاع تطعن جسدك أو غم يطحن نفسك وقلق يمزقك، أو غضب يجتاحك.
أو بعد خبر صاعق تنطفئ معه الأنوار حولك.
ثم تقول رغم طحن الآلام
يارب يارب يارب
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
في غاشية العذابات المتوالية
يثور توحيدك وتنزيهك وتعظيمك لربك وتقبل ذكريات خطيئاتك.
فتتخطى كل هذا الزحام من الألم المكتظ فيك وحولك.
لتعبر إلى قلبك وتعلو فوق الحزن والكرب والألم.
فتفيض على لسانك.
هذا لحظة فارقة وانتصار حاسم للتوحيد في معركة الحياة.
يارب يقينا بك في كل الظروف
ونداء لك لا ينقطع في الشدة والرخاء.
Source link