منذ حوالي ساعة
اقرأ القرآن ورتل، اذكر الله وأكثر منه، قم من الليل ما تستطيع ولو بالوتر، صم من النهار إن كنت قادراً، تصدق وأطعم ولا تبخل، تعاون على الخير وواسي المحتاج وانصر من يحتاج النصرة.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
الإنسان في هذه الدنيا سائر إلى مصير لا محيد عنه، وساعة الحقيقة آتية لا محالة، أتت على من سار قبلنا ولابد سنذوقها، وبعدها سيتحدد إلى أين وصل بكل منا سيره وكيف كان اتجاهه.
منا السائر إلى الله الحريص على سلوك صراطه المستقيم والمرشح لجنة الله ولقاء الله ورؤيته.
ومنا من ضل الطريق وأعرض عن الصراط واختار لنفسه سبيل التعساء، وتنتظره أمه الهاوية وينتظره والحرمان من رؤية الله تعالى.
السائرون إلى الله والمرشحون للفوز بالجنة منهم المشمر المجتهد السابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم من يقع تارة ويقوم تارة.
وإلى هؤلاء أقول:
شمر فإن السلعة غالية
لا تغرنك الدنيا
اجتهد وسارع ولا تتكاسل أو تتباطأ
قال صلى الله عليه وسلم:
«من خافَ أدلَجَ ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ»
[الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2450 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (2450)، وعبد بن حميد في ((المسند)) (1458)، وابن أبي الدنيا في ((قصر الأمل)) (115)]وفي شرح هذه الكلمات المباركة قال أهل العلم:
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كثيرًا ما يَحُضُّ أصحابَهُ على أَمْرِ الآخِرَةِ، ويَحُثُّهم على التَّشميرِ لبُلوغِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ خاف أَدْلَجَ”، أي: مَنْ خاف ألَّا يَصِلَ إلى غايتِهِ سار أَثْناءَ الليلَ؛ ليَكونَ ذلك أَرْجى له في الوُصولِ إلى غايتِهِ، “ومَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ”، أي: ومَنْ سار بالليلِ وَصَلَ إلى غايتِهِ ونال مُبْتغاهُ، ويعني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذا أَمْرَ الآخرةِ: فمَنْ شَمَّرَ ساعِدَيْهِ واجْتَهَدَ في عِبادةِ اللهِ وأدَّى ما عليه مِنْ الحقوقِ والواجباتِ؛ فإنَّه أَرْجَى أنْ يَصِلَ إلى غايتِهِ مِنْ مَغْفِرةِ اللهِ ورحمته والفوزِ بجنَّتِهِ، “ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ”، أي: إنَّ ما عِنْدَ اللهِ غالٍ وعظيمُ القَدْرِ، ولا يَنالُه إلَّا مَنْ اجْتَهدَ في تَحصيلِهِ وسعَى له حَقَّ السَّعي، “ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ”، أي: إنَّ ما عِنْدَ اللهِ هي الجَنَّةُ، فمَنْ أرادها فلا بُدَّ له من السَّعي والتَّشميرِ لأَجْلِ الظَّفَرِ بها؛ فجَنَّةُ اللهِ لا تُنالُ بالأماني ولا بالتَّمنِّي، ولكِنْ بالعملِ والاجْتِهادِ، ثمَّ هي بعدَ ذلك لا يَدخُلُها أحدٌ إلَّا برَحمةِ اللهِ تَعالَى.
وفي الحديثِ: حُسنُ تَعليمِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتوضيحُ أَمْرِ الآخِرَةِ بضَرَبِ المَثَلِ مِنْ أَمْرِ الدُّنيا. أ هـ من شرح الموسوعة الحديثية بالدرر السنية.
وأخيرا:
أخي ..أختي:
التمس كل أسباب نيل الجنة واجتهد فيها.
احرص على الفرائض
لا تتكاسل عن النوافل حتى تجبر أي نقص في الفرائض
اقرأ القرآن ورتل، اذكر الله وأكثر منه، قم من الليل ما تستطيع ولو بالوتر، صم من النهار إن كنت قادراً، تصدق وأطعم ولا تبخل، تعاون على الخير وواسي المحتاج وانصر من يحتاج النصرة.
بقدر الكدِّ تكتسبُ المعالي *** ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد *** أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً *** يغوص البحر من طلب اللآلي
( الامام الشافعى )
بارك الله في كل مشمر وتاب الله على كل معرض وغفر لنا أجمعين
أبو الهيثم
Source link