الإسلام هو دين الله تعالى الذي شرعه لسعادة الناس، وهو منهج الحياة السعيدة: الإسلام يحفظ حقوق الناس جميعًا ويدعو إلى مكارم الأخلاق ودين العدل والمساواة بين الناس..”
الـحمد لله رب العالـمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الإسلام هو دين الله تعالى الذي شرعه لسعادة الناس، وهو منهج الحياة السعيدة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الإسلام يدعو إلى طلب العلم النافع:
قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191].
روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَلَك طريقًا يلتمس فيه علمًا سَهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»؛ (مسلم، حديث: 2699).
روى الترمذي عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍّ وافر»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2159).
الإسلام يحفظ حقوق الناس جميعًا:
روى مسلم عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء (أي: بعير النبي صلى الله عليه وسلم) فرحلت (أي وضع عليها الرَّحْل) فأتى بطن الوادي (أي: وادي عرفة)، فخطب الناس وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا))؛ (مسلم، حديث: 1218).
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله: «ثلاثة أنا خَصْمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطِ أجره»؛ (البخاري، حديث: 2227).
روى ابن ماجه عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه»؛ (حديث صحيح) (صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 1980).
الإسلام دين الاقتصاد في جميع الأمور:
قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وقال سبحانه عند ذكر صفات عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].
روى ابن ماجه عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء، فأراه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء، أو تعَدَّى، أو ظلم»؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 339).
الإسلام دين العدل والمساواة بين الناس:
روى مسلم عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (وذلك في حجة الوداع): «وربا الجاهلية موضوع، وأول ربًا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله»؛ (مسلم، حديث: 1218).
روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]: «يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد المطلب، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت رسول الله، سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا»؛ (مسلم، حديث: 206).
سماحة الإسلام مع غير المسلمين:
قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256].
روى أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنيةً (متصلي النسب) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه ( (خَصْمه) ) يوم القيامة» ؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث: 2626).
يقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
كان جيران الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة أصحاب ديانات مختلفة، فكان منهم اليهود والمشركون الذين يعبدون الأصنام، وعلى الرغم من ذلك كان يدعوهم إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام، ولم يعتدِ على حرماتهم وأموالهم، وترك لهم حرية العبادة مع أن المسلمين كانوا أصحاب الكلمة العليا في المدينة، ولم يسفك دم أحد منهم بغير حق، وكذلك فعل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم مع جيرانهم من غير المسلمين.
الإسلام دين الرحمة بالإنسان:
قال سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، وقال جل شأنه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
روى الشيخان عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه»؛ (البخاري، حديث: 709، مسلم، حديث: 470).
روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم للناس فليُخفِّف؛ فإن في الناس الضعيف، والسقيم وذا الحاجة»؛ (مسلم، حديث: 467).
روى مسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه»؛ (مسلم، حديث: 2594).
(7) روى الشيخان عن جرير بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس»؛ (البخاري، حديث: 7376، مسلم، حديث: 2319).
الإسلام دين الشورى واحترام آراء الآخرين:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
• قال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلًا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماءً، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أشرت بالرأي»، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فغورت، وبنى حوضًا على القليب الذي نزل عليه، فملئ ماءً، ثم قذفوا فيه الآنية؛ (سيرة ابن هشام، جـ1، صـ: 630).
الإسلام دين تكريم المرأة:
لقد أنصف الإسلام المرأة في كل جوانب حياتها، فجعل موافقتها على الزواج شرطًا من شروط صحة العقد، ولقد أعطاها الإسلام الحق في فسخ عقد الزواج إذا زوجها أبوها أو وليُّ أمرها بغير رضاها؛ ذلك لأن الزواج عقد الحياة، فيجب أن يتوافر فيه رضا الطرفين.
روى البخاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوَّجها وهي ثيِّب، فكرهت ذلك، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فرد نكاحها؛ (البخاري، حديث: 5138).
روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنكح الأيِّم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن»، قالوا: كيف إذنها؟ قال: «أن تسكت»؛ (البخاري، حديث: 5136، مسلم، حديث: 1419).
الإسلام دين الاهتمام بتربية الشباب:
روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابًا لا نجد شيئًا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوَّج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء»؛ (البخاري، حديث: 5066، مسلم، حديث: 1400).
روي الحاكم عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع، حديث: 1077).
الإسلام دين النصيحة الصادقة:
روى مسلم عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»؛ (مسلم، حديث: 55).
روى الشيخان عن جرير بن عبدالله، قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم»؛ (البخاري، حديث: 524، مسلم، حديث: 56).
الإسلام دين القناعة باليسير من أمور المعيشة:
قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273].
روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه»؛ (مسلم، حديث: 1054).
روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس»؛ (البخاري، حديث: 6446، مسلم، حديث: 1051).
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة»؛ (البخاري، حديث: 5392، مسلم، حديث: 2058).
الإسلام يدعو إلى حفظ اللسان عن الموبقات:
يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
روى أبو داود عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم»؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث: 4778).
روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا»؛ (البخاري، حديث 6094، مسلم حديث: 2607).
الإسلام دين العمل والكسب الحلال:
روى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه»؛ (البخاري، حديث: 1471).
روى البخاري عن المقدام رضي الله عنه أن النبي صلى صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده»؛ (البخاري، حديث: 2072).
روى البيهقي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»؛ (حديث حسن) (صحيح الجامع للألباني، حديث: 1880).
الإسلام دين العفو والتسامح:
قال الله تعالى لنبيه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
وقال سبحانه: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].
روى مسلم عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»؛ (مسلم، حديث: 2588).
الإسلام دين والتكافل الاجتماعي:
روى مسلم عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى»؛ (مسلم، حديث: 2586).
روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا»، وشبَّك بين أصابعه؛ (البخاري، حديث: 2446، مسلم، حديث: 2585).
روى الشيخان عن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرَّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»؛ (البخاري، حديث: 2442، مسلم حديث: 2580).
الإسلام دين القوة والكرامة:
قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنفال: 60، 61]، وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].
روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي، خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»؛ (مسلم، حديث: 2664).
الإسلام دين الصداقة الصالحة:
روى أبو داود عن أبي سعيد الخُدْري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تُصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ»؛ (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني، حديث: 4045).
روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرُهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني، حديث: 1586).
الإسلام دين التعاون:
قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
روى الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يد الله مع الجماعة»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني، حديث: 1760).
الإسلام دين الأمانة والوفاء:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، وقال سبحانه: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيةُ المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»؛ (البخاري، حديث: 33، مسلم، حديث: 59).
روى أبو داود عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخُنْ مَنْ خانك»؛ (حديث حسن صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث: 3019).
الإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق:
روى البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: ((لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحِّشًا، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا))؛ (البخاري، حديث: 3559).
روى الترمذي عن أبي الدرداء قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حُسْن الخُلُق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني، حديث: 1629).
روى الترمذي عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحُسْن الخُلُق»، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: «الفم والفرج»؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي للألباني، حديث: 1630).
روى أبو داود عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه»؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني، حديث: 4015).
الإسلام دين الرياضة المفيدة:
يستطيع المسلم أن يستثمر بعضًا من وقته في ممارسة الرياضة المفيدة بما يعود عليه بالنفع، ويساعده على بناء جسم قوي، ويروح عن نفسه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع أصحابه الكرام، ويشترط في الرياضة التي يمارسها المسلم أن تكون مما أباحه الشرع الحنيف، ولا تجبر المسلم على كشف شيء من عورته، وألَّا تضيع أداء الصلوات المفروضة في الجماعة الأولى في المساجد.
روى الشيخان عن أبي إسحاق، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل التي قد أضمرت فأرسلها من الحفياء (مكان)، وكان أمدها ثنية الوداع، فقلت لموسى: فكم كان بين ذلك؟ قال: ستة أميال أو سبعة وسابق بين الخيل التي لم تضمر، فأرسلها من ثنية الوداع، وكان أمدها مسجد بني زريق، قلت: فكم بين ذلك؟ قال: ميل أو نحوه، وكان ابن عمر ممن سابق فيها؛ (البخاري، حديث: 2870، مسلم، حديث: 1870).
وآخــر دعوانا أن الـحمد لله رب العالـمين، وصلى الله وسلم على نبينا مـحمد، وعلى آلـه، وأصحابه، والتابعين لـهم بإحسان إلى يوم الدين.
_________________________________________
الكاتب: الشيخ صلاح نجيب الدق
Source link