همم عظيمة مع صغر الأعمار

1) معاذ بن جبل من كبار علماء الصحابة، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن واليًا وقاضيًا ومعلمًا، وتوفي النبي عليه الصلاة والسلام وعمر معاذ 31 عامًا، وتوفي معاذ سنة 18 للهجرة وعمره 38 عامًا.

 

2) أسامة بن زيد بن حارثة، أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم على جيش وعمره 18 عامًا.

 

3) زيد بن ثابت الأنصاري، من أشهر كتَّاب الوحي، توفي النبي عليه الصلاة والسلام وعمره 21 عامًا، وتولى كتابة المصحف في عهد أبي بكر الصديق وعمره 22 عامًا، وتوفي سنة 45 للهجرة وعمره 56.

 

4) محمد بن القاسم الثقفي، فتح السِّند (باكستان) وعمره 17 عامًا، وتوفي سنة 98 وعمره 36.

 

5) عمر بن عبدالعزيز، الخليفة الأموي المشهور بالزهد والعدل، توفي سنة 101، وعمره 39 عامًا.

 

6) إمام النحاة سيبويه عمرو بن عثمان الشيرازي ثم البصري، توفي سنة 180 وعمره 32 عامًا.

 

7) هارون الرشيد، الخليفة العباسي المشهور، تولى الخلافة وعمره 21، وتوفي سنة 193 وعمره 44 عامًا.

 

8) محمد بن إدريس الشافعي، أحد الأئمة الأربعة المشهورين، توفي سنة 204، وعمره 54 عامًا.

 

9) الإمام البخاري، حفظ القرآن وهو غلام صغير، وبدأ في طلب علم الحديث وعمره عشر سنوات، وحفظ آلاف الأحاديث والآثار مما في كتب عبدالله بن المبارك ووكيع بن الجراح وعمره 16 عامًا، وألَّف أقضية الصحابة وعمره 18 عامًا، وبدأ في تأليف كتابه التاريخ الكبير قبل سن العشرين، واستمر في تأليفه سنين، وهو مطبوع في 8 مجلدات، فيه أسماء 3400 من رواة الحديث من الصحابة والتابعين وأتباعهم، مع ذكر شيء من أنسابهم، وبعض من روى عنهم ورَوَوا عنه، وذكر تاريخ وفَيَات كثير منهم، ورحل البخاري لسماع الحديث إلى أكثر مُحَدِّثي الأمصار في خراسان ومدن العراق والحجاز، والشام ومصر، وبلغ عدد شيوخه في الحديث ألفًا وثمانين شيخًا، وكتب ستمائة ألف حديث بأسانيدها، وألَّف كتابه الصحيح في ست عشرة سنة، اختار فيه أصح الصحيح من الأحاديث التي سمعها وكتبها عن شيوخه، توفي البخاري سنة 256، وعمره 62 عامًا.

 

10) عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي، مؤلف كتاب الجرح والتعديل، وعِلل الحديث، وُلد سنة 240 للهجرة، وتوفي بالرَّي (طهران) سنة 327 وعمره 87 عامًا، والعجيب أنه يذكر في كتابه علل الحديث سؤالاتِه الدقيقة في علل الأحاديث لأبيه ولأبي زرعة الرازي، وكان عمره حينها حوالَي عشرين عامًا؛ فإن أبا زرعة توفي سنة 264، وعُمرُ عبدِالرحمن 24، وأبا حاتم الرازي توفي سنة 277، وعمر ابنه عبدالرحمن 37، ملأ كتبه من الرواية عنهما.

 

11) أخبار المحدثين كثيرة في علو همتهم وتبكيرهم في طلب سماع الحديث؛ ومنهم عبدالرزاق بن همَّام الصنعاني، صاحب المصنَّف المشهور باسم مصنَّف عبدالرزاق، فيه نحو 20 ألف حديث وأثر، وهو شيخ مشايخ البخاري ومسلم، وُلد عبدالرزاق سنة 126، ورحل من اليمن في أول شبابه، فكتب الحديث عن كبار حفَّاظ عصره، مثل إمام أهل مكة ابن جُريج المكي المتوفى سنة 150، كتب عبدالرزاق عنه وعمره 24 سنة أو أقل، وكتب عبدالرزاق عن إمام أهل الشام الأوزاعي المتوفَّى سنة 157 وهو في العشرينيات من عمره، توفي عبدالرزاق سنة 211، وعمره 85 عامًا، وروى مصنفه وأحاديثه كثيرٌ من كبار العلماء؛ كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه، وأصغر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم الدبري الصنعاني، روى عن عبدالرزاق وعمره 15 عامًا قبل موت عبدالرزاق بسنة، ثم طال عمر الدبري حتى توفي بصنعاء سنة 285 للهجرة وعمره تسعون سنة، وممن روى عنه الحافظ الكبير أبو القاسم الطبراني المولود سنة 260 للهجرة، والمتوفى سنة 360 للهجرة عن مائة سنة، فيكون الطبراني رحل إلى صنعاء لإدراك الدبري وعمره أقل من خمس عشرة سنة، فكان الطبراني من أعلى الناس إسنادًا، مع تأخر وفاته، فكان بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام 5 رواة فقط؛ يقول مثلًا: “حدثنا إسحاق الدبري عن عبدالرزاق الصنعاني عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام”، وهذا غاية في علو الإسناد في القرن الرابع الهجري، وكذلك البيهقي أشهر حفَّاظ الحديث في خراسان المتوفى سنة 458 للهجرة، وابن عبدالبر أشهر حفاظ الحديث في الأندلس المتوفى سنة 463 للهجرة، كل منهما بكَّر في سماع الحديث في صغره، وأدركا كبار الحفاظ في عصرهما، ولكل واحد منهما أسانيدُ سداسية، وهي غاية العلو في القرن الخامس الهجري.

 

12) ابن أبي زيد القيرواني، ألَّف متن الرسالة وعمره 17 سنة، وهي أشهر المتون في الفقه المالكي، توفي سنة 386، وعمره 76 عامًا.

 

13) أبو بكر بن العربي المالكي الإشبيلي، القاضي المشهور، رحل من الأندلس إلى المشرق للحج وطلب العلم وعمره 17 عامًا، وانتهى من تأليف كتابه العظيم (أحكام القرآن)، وعمره 35 عامًا، توفي سنة 543، وعمره 75 عامًا.

 

14) العلامة المقرئ المشهور قاسم الشاطبي، الضرير، حفظ كتاب (التيسير في القراءات السبع)، وقرأ القراءات السبع على بعض مشايخه وعمره نحو العشرين، ونظم المنظومة العجيبة في القراءات السبع المشهورة بمتن الشاطبية، وتوفي سنة 590، وعمره 52 عامًا.

 

15) عبدالرحمن بن علي بن الجوزي، العلامة الموسوعي في التفسير والحديث والفقه، والتاريخ والطب، صاحب التصانيف الكثيرة، حفظ القرآن صغيرًا، وبدأ في سماع الحديث وعمره ثماني سنوات، وبعد أن بلغ سن الثمانين تعلم القراءات العشر، توفي ببغداد سنة 597، وعمره 89 عامًا.

 

16) يحيى النووي، من أئمة فقهاء الشافعية، العلامة المشهور، صاحب التصانيف الكثيرة النافعة، توفي سنة 676، وعمره 45 عامًا.

 

17) ابن تيمية، شيخ الإسلام، الإمام المجتهد، برع في العلم والتفسير وأفتى ودرَّس وهو دون العشرين، وكان له دور عظيم في الحث على جهاد التتار وعمره دون الأربعين، وتوسع في جميع العلوم الشرعية، وألف الكثير من الكتب النافعة، وتوفي مسجونًا مظلومًا في دمشق سنة 728 وعمره 67 عامًا.

 

18) العلامة النحوي الكبير ابن هشام الأنصاري، صاحب المؤلفات النحوية المشهورة؛ كشرح قطر الندى، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، توفي سنة 761 للهجرة، وعمره 53 عامًا.

 

19) محمد بن مفلح، العلامة الحنبلي المشهور، مؤلف كتاب الفروع، والآداب الشرعية، توفي سنة 763 وعمره 55 عامًا.

 

20) القاضي تاج الدين عبدالوهاب السُّبْكي، مؤلف كتاب جمع الجوامع في أصول الفقه، وطبقات الشافعية الكبرى، توفي سنة 771، وعمره 44 عامًا.

 

21) محمد بن الجَزَري، شيخ القرَّاء، حفظ القرآن الكريم وعمره 13 عامًا، وجمع القراءات العشر وعمره 17 عامًا، وألف كتاب (التمهيد في علم التجويد) وعمره 18 عامًا، وابتدأ في تأليف كتابه المشهور: (غاية النهاية في طبقات القرَّاء) وعمره 21 عامًا، وأجازه شيخه الحافظ ابن كثير بالإفتاء وعمره 23، وأتقن علم القراءات، وأكثَرَ من القراءة على شيوخ عصره بالروايات، ونظم عدة منظومات في القراءات والتجويد، وله مؤلفات كثيرة متنوعة، ومن أشهر كتبه: (النشر في القراءات العشر) ألَّفه وعمره 48، توفي سنة 833 وعمره 82 عامًا.

 

22) السلطان العثماني محمد الفاتح تولى الخلافة وعمره 20 عامًا، وفتح القسطنطينية وعمره 22 عامًا، وتوفي سنة 886 وعمره نحو 51 عامًا.

 

23) محمد بن عابدين الدمشقي الحنفي، من أشهر فقهاء الأحناف المتأخرين، مؤلف كتاب حاشية ابن عابدين، توفي سنة 1252، وعمره 54 عامًا.

 

24) أبو الثناء محمود الآلوسي الحسيني، مؤلف كتاب: (روح المعاني في التفسير)، توفي سنة 1270، وعمره 53 عامًا.

 

25) حافظ حكمي الجيزاني، العلامة المشهور، نبغ في العلوم الشرعية وهو في سن العشرين، ونظم وهو منظومة: (سلم الوصول) في العقيدة وعمره 20 عامًا، وشرحها بكتابه العظيم النافع (معارج القبول شرح سلم الوصول) وعمره 24 عامًا، توفي وعمره 35 عامًا.

_____________________________________________
الكاتب: د. محمد بن علي بن جميل المطري


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

إلف النعم – طريق الإسلام

اعتِيَادُ النِّعَمِ مَعَ الرَّخَاءِ، يُخَدِّرُ النُّفُوسَ وَيُكسِبُهَا نِسيَانًا، بَل وَيُلبِسُهَا غَفلَةً شَنِيعَةً عَمَّا هِيَ فِيهِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *