منذ حوالي ساعة
كان الجمع بين الرجل والمرأة في مرضاة الله، والسعي إلى إصلاح ذات البين بينهما، من أحب الأعمال إلى الله
عن جَابِرٍ أن رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: ««إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ». قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: «فَيَلْتَزِمُهُ»» . [رواه مسلم] .
من لطيف الاستنباطات من هذا الحديث ما ورد عن الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله بأنه إذا كان التفريق بين المرء وزوجه من أعظم الفتن، وكان الشيطان المفرق بينهما أقرب الشياطين منزلة إلى إبليس، وأحبهم إليه، كان الجمع بين الرجل والمرأة في مرضاة الله، والسعي إلى إصلاح ذات البين بينهما، من أحب الأعمال إلى الله، تعالى، وكان الساعي في ذلك من أقرب الناس منزلة إلى الله تعالى، وأحبهم إليه.
وكان الشيخ الهلالي – رحمه الله – من أكثر الناس سعيا في تزويج من يستعين به في ذلك من الرجال والنساء، وتيسير أمور الزواج، والدعوة إلى ذلك، وقد يسافر من مدينة إلى مدينة، وقد ناهز التسعين عاما؛ للشفاعة في الزواج، أو المساعدة فيه، أو غير ذلك، ولم ير طلابه مثله اجتهادا في هذا الأمر، وقد أنشأ الله على يديه عشرات الأسر.
وكان – رحمه الله – يرى أن هذا من أجل الأعمال، وأكثرها إغاظة وترغيما للشيطان وأوليائه .
Source link