الوقت بين البركة والغبن! – طريق الإسلام

إن المسألة ليست مجرد إدارة للوقت فحسب، بل هي قبل ذلك عونٌ من الله وتوفيق، فمن أُكرم بهذه النعمة فليحمد الله تعالى، ومن حُرمها فليسأل مولاه أن يجعل وقته عونًا له لا عليه

كثيرٌ من الناس يشتكي من انسياب الوقت بين يديه كالسَّراب، لا يترك أثرًا ولا يورث نفعًا، حتى إنه يركض مع الزمن بلا جدوى!

بينما نشاهدُ آخرين قد مُنحوا بركةً في أوقاتهم، فإذا بهم في يوم واحد ينجزون ما لا ينجزه غيرهم في أيام. 

فتأملتُ سرَّ هذه الظاهرة العجيبة، حتى وقعتُ على هذا النص النفيس للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين (٥٤٧/٣) حيثُ يقول:

«وإذا أراد اللهُ بالعبد خيرًا أعانَه بالوقت، وجعل وقتَه مساعدًا له. 

وإذا أراد به شرًّا جعلَ وقتَه عليه، فكلّما أراد التّأهُّبَ للمسير لم يساعده الوقت. 

والأول كلَّما همَّتْ نفسه بالقعود أقامه الوقت وساعده». 

فعلمتُ حينها أن المسألة ليست مجرد إدارة للوقت فحسب، بل هي قبل ذلك عونٌ من الله وتوفيق، فمن أُكرم بهذه النعمة فليحمد الله تعالى، ومن حُرمها فليسأل مولاه أن يجعل وقته عونًا له لا عليه، فإنه متى بارك الله للعبد في وقته؛ انقلبت دقائقه إلى كنوز، وساعاته إلى منارات، وأيامه إلى بصمات..

نسأل الله الكريم أن يجعل أوقاتنا معمورةً بذكره، مباركةً بطاعته، وأن يهبنا توفيقًا يعانق أعمارنا، وبركةً تمتد في دقائقنا وساعاتنا.

_______________________________________

الكاتب: طلال الحسّان


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الليلة يهل شهر الخير

قَالَ ﷺ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَت أَبوَابُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *