حفظ المال من الضرورات الخمسة – إياد قنيبي

وقد حذر نبينا ﷺ أشد التحذير من التخوض في مال الله بغير حق، والمقصود هو مال المسلمين العام، نَسَبَه النبي إلى الله تعالى حفظاً لحرمته، وتنفيراً عن أي تصرف فيه بغير حق، ولو كان ببضعة دراهم.

نهى الله تعالى عن إعطاء السفهاء -كالأطفال غير الواعين- أموالاً خلَّفها لهم آباؤهم بحيث لا يحسنون التصرف بها، فقال سبحانه: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً}، فسمى سبحانه هذه الأموال “أموالكم”، فهي في المحصلة مال الجماعة المسلمة، وتضييعه يعود بالضرر على المسلمين عموماً، إذْ هُم أمة واحدة.

وبيَّن سبحانه أن هذه الأموال (جعلها الله لكم قياماً)، فالمال به قيام الأمة، يعني هو كالعمود الفقري لها. وهدره يكسر ظهرها.

لذلك عظَّم الله شأن المال، وجعل حفظه من الضرورات الخمسة، وأودع في بلاد المسلمين خيرات لتكون ملكاً للأمة الإسلامية تتقوى بها.

فبالمال يتحقق الاستخلاف في الأرض وتُقام فرائض الدين وأعمال البر، وتُسد به حاجة الجوعى والمرضى، وتستغني به الأمة عن الاحتياج الـمُذل إلى غيرها من الأمم، وتتقوى به في وجه أعدائها وتدفع عدوانهم، وتنقذ به البشرية من العبودية للعباد والارتهان لأهواء المفسدين.

وقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من التخوض في مال الله بغير حق، والمقصود هو مال المسلمين العام، نَسَبَه النبي إلى الله تعالى حفظاً لحرمته، وتنفيراً عن أي تصرف فيه بغير حق، ولو كان ببضعة دراهم.

وهذا كله في الهدر والتضييع، فكيف لو كان فيما هو أكثر من ذلك؟!

والله المستعان.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

بهذه القيود يخنق الاحتلال فلسطينيي الضفة

بخطى متسارعة يضيّق الاحتلال الإسرائيلي الخناق على فلسطينيي الضفة الغربية، لدرجة تحولت معها الضفة إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *