السر السياسي وراء مواقف الحكومات العربية تجاه إبادة غزة – عبد المنعم منيب

متى تتحرك حكومات الدول العربية وحتى أوروبا و روسيا و الصين و إيران تحركاً حازماً وحاسماً ضد الممارسات المجرمة ضد الشعب الفلسطيني؟؟

 

سأقول لكم سرا سياسيا وهو سر عجيب لأنه رغم أنه بارز أمام عيوننا جميعا لكننا لا نراه رغم أن عيوننا مفتوحة ومصوبة إليه… هذا السر هو إجابة سؤال مهم مطروح دائما بلا إجابة حقيقية.. السؤال هو:

متى تتحرك حكومات الدول العربية وحتى أوروبا و روسيا و الصين و إيران تحركاً حازماً وحاسماً ضد الممارسات المجرمة ضد الشعب الفلسطيني؟؟

والإجابة الصحيحة لهذا السؤال هي السر الذي أعنيه وهي:

عندما تقرر الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ هذا الموقف ضد إسرائيل.

حينها ستجدون المواقف كلها تغيرت.. فالولايات المتحدة الأمريكية وحش ضخم يمسك بحبله الصهيونية العالمية بدرجة كبيرة جدا، ولكن هذه الصهيونية الدولية مختلفة عن حكومات اسرائيل نسبيا في عدد قليل من الأمور المهمة، وهي ما قد تعطي إدارة الولايات المتحدة الأمريكية هامشا يسمح لها أن تقلب موقفها في يوم ما تجاه حكومة اسرائيلية ما.

أما بقية الدول التي ذكرناها أعلاه فهي ما بين خاضعة للولايات المتحدة الأمريكية برضاها (كالعاهرة محبة العهر والمقتنعة به عقليا و فكريا)، أو خاضعة بدون رضاها بسبب الهيمنة الأمريكية على النظم الاقتصادية والمالية الدولية والتجارة الدولية والهيمنة العسكرية والأمنية، فكل هؤلاء لن يتخذوا أي موقف تجاه إسرائيل إلا بضوء أخضر أميركي.

فلو خطا أحدهم خطوة قوية حازمة فاعلموا ان الولايات المتحدة الأمريكية غيرت موقفها، واعلموا أن المنظومة الصهيونية الدولية أعطت الضوء الأخضر لتغيير السلوك الحكومي الاسرائيلي لسبب ما.

أما موقف الشعوب المخلصة في العالم كله، وموقف الحكومات التي تحاول التحرر من الهيمنة الأمريكية فهذه قصة أخرى، لها أسرارها ايضا البادية كشمس الظهيرة لكنها محجوبة عن العيون ولا تدركها سوى حواس البصيرة.

اللهم اجعل لنا فرقانا وبصيرة.

قال الله تعالى: “ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ” [سورة الأنفال] .

وقال الله سبحانه: “ {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} ” [سورة الأنعام] .

وقال الله عز وجل “ {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ” [ سورة الأنعام] .


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

بيان أسباب النصر والتمكين من القرآن الكريم

الحق والباطل في صراع مستمر، وقد أخبرنا الله عن استمرار الكافرين في قتال المسلمين ليصرفوهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *