الإساءة إلى المخالف بلسان الحق إحسان إليه – محمد بوقنطار

إن القضية قضية دين، وقضية توحيد، وقضية منهج لا يقبل التجزيء ولا التبعيض، ولا يقبل التنازل ولا المساومة في فرع من فروعه، بله فكيف في أصل من أصوله

الإساءة إلى المخالف بلسان الحق إحسان إليه…

اطلع بعض ممن نحبه ويحبنا ونقدره ويقدرنا على نبذ مما
 أكتب وله علاقة بالتصوف وخرافة السر ومعضلة توريث كعكة المشيخة، ثم طفق كاتبا ومعلقا بما يفيد أنني لا أزال عنيفا ذا غلظة في مدافعة ما أراه باطلا، ولست أدري هل كانت شدة التسخط على الباطل، ورفع العقيرة في إنكاره واستنكار عدوانه وظلم شركه يعد ويعتبر عنفا وغلظة؟؟!
وما أظن ذلك حقا أو رد فعل غير طبيعي فإن السوي من الطبائع أن تغضب إذا رأيت وسمعت عن حق يزور وحقيقة تغير وإسلام يحرف وتركة نبوة تستنكف، وأن هذا التزوير والتغيير والتحريف والاستنكاف بلغت مناكدته ذروتها وبلغ إقعاده الإبليسي مرحلة من الضلال والإضلال لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، سيما إذا عرفنا وعرف كل غيور أن من نواجه وندافع ليس ثلة من الناس لا ريح لهم ولا اعتبار، بل الكل بات يعلم حجم هذا البغي وأنه صار مؤسسة لها مصادر تمويل كبيرة، كما لها أذرعها ونفوذها وسطوتها هنا وهناك وهنالك خارج الحدود، ولست أدري ما يفعل الغيور عن حمى دينه  وحياض سنة نبيه وهو يرى أمة من ضحايا هذا التدليس يتساقطون في حضن ومحاضن هذه الحيدة لفيفا بعد لفيف، وقد ضلوا وأضلوا جبلا كثيرا.
ماذا عساه أن يفعل إلا أن يتمنى صادقا أن تصفر الأرض منهم وأن تخلو دائرة التعبد من أشباحهم حتى لا يحال بين أمة الدعوة ومنقبة الاستجابة لدين محمد عليه الصلاة والسلام على وفق منهجه القويم وموروثه السليم، إن القضية قضية دين، وقضية توحيد، وقضية منهج لا يقبل التجزيء ولا التبعيض، ولا يقبل التنازل ولا المساومة في فرع من فروعه، بله فكيف في أصل من أصوله، ومن تتبع غرز الآي القرآني وقف على قيمة التوحيد عند المرسل جل جلاله وعند المرسل به صلوات ربي وسلامه عليه، ولنستحضر ذلك الموقف القرآني المهيب الذي قابل به الله حيدة من نسب له الولد تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا، فإنك لا ولن تجد لهول هذا التصوير ولرد فعل السماء والأرض والجبال وما حصل لهن ومنهن من فظاعة دعوى القوم وشناعة فريتهم مثيلا في مقابل أي ذنب أو معصية ارتكب في حقه جل جلاله، وفي هذا يقول رب العالمين: “وقالوا اتخذ الله ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا…”
إنني لا أملك إلا أن أغضب لحق الله، وأغضب لجناب التوحيد ولسنة سيد الخلق، كما أغضب لإخواني من معشر المغرر بهم من طرف هؤلاء الدجاجلة من مدعي النبوة الذين يزعمون في صفاقة امتلاكهم السر المحمدي وأي سر هذا يا ترى؟؟!، ومعهم مفاتيح الجنة ومأذونية الشفاعة لأتباعهم ومريدي زواياهم، ولطالما سمعنا هذا من أفمام شيوخهم تباعا في حضرة السكارى الملبس عليهم من ضحايا المريدين، من الذين تؤكل أموالهم بالباطل، كما تنفرط عروة العبودية في دواخلهم لله وحده لا شريك له في غير وسيط ولا زلفى بينهم وبين ربهم الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
وإنني لا أظن ومن جنس الظن اليقين أن يسكت أو يهادن مسلم هذا البغي والاعتساف إلا رجل قد نزع من إسلامه دسم الغيرة على محارم الله، وفقد بوصلة الصوب وصار عنده الناس على نسيج واحد محسنهم كمسيئهم، وموحدهم كمشركهم، وعادلهم كظالمهم، وهلم جرا من تجليات نحلة الإبراهيمية في ثوبها المفصل والمخيط على مقاس هوى أبناء زايد ومن شايعهم وركب مركبهم المخروق.
نسأل الله أن يبقي على جذوة الغيرة في جوفنا متقدة ملتهبة، وأن يستعملنا في طاعته ومنها دفع عاديات الشرك ومقارعة كيد المشركين فضحا وإنكارا ومباهلة ومدافعة… وذلك الرباط وذلك الرباط

محمد بوقنطار

محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97

الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

ليس العذاب دائمًا على الكبائر، ولا الجنة بكثرة الأعمال فقط – معاد كوزرو

فكم من عبدٍ ظنّ ذنبه هينًا فعُذّب عليه، وكم من آخر سبقه إلى الجنة بعملٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *