لا أجد وسيلة أكبر ولا أنفع لتذكر اليوم الآخر من قراءة القرآن بتدبر وخشوع، في الصلاة وغيرها، لعدة مرات في اليوم والليلة.
الحقيقة أن أغلب تشريعات الإسلام تذكر باليوم الآخر، فالصلاة موقف عظيم متكرر يذكر بالوقوف بين يدي الله، والحج يذكر بيوم الحشر، والصدقة ينفقها المتصدق وهو يتذكر (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم..)، وغيرها العديد من التشريعات غايتها ذلك التذكير، كما صرح بذلك الرسول ﷺ: «عُودُوا الْمَرِيضَ، وَاتَّبِعُوا الْجَنَازَةَ، تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ»..
والطاعات عموما يقدمها الصالحون وهم مستحضرون حاجتهم للقبول والنجاة بها، يتذكرون عند فعلها الحسنات والسيئات، والحساب والموازين، فيؤتون أعمالهم (وقلوبهم وجلة، أنهم إلى ربهم راجعون)..
وأذكار اليوم والليلة عظيمة عظيمة في التذكير بالرجوع إلى الله، وتقريبه من العبد حتى يراه في طرفي يومه «مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، وأذكار النوم والاستيقاظ (إن امسكت نفسي فارحمها) (الذي أحيانا بعد ما أماتنا)، بل حتى عند ركوب الدابة: (وإنا إلى ربنا لمنقلبون)، وغيرها..
ثم القرآن وما أدراك ما القرآن..
لا أجد وسيلة أكبر ولا أنفع لتذكر اليوم الآخر من قراءة القرآن بتدبر وخشوع، في الصلاة وغيرها، لعدة مرات في اليوم والليلة.
إذ القرآن فوق أنه يذكّر باليوم الآخر بأحسن الطرق وأنسبها للإنسان، فإنه كذلك يشير إلى الوسائل الأخرى التي تذكرك به، كالتفكر في الكون: {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}، وفي النفس: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}، وفي السنن الجارية على الأمم السابقة، وغيرها..
فالخلاصة هي أن المذكّرات كثيرة ولله الحمد والنعمة، لكن يبقى القلب الحي الذي يتذكر! وسبيل حياته قصة أخرى!
Source link