أبشر بالمعافاة من النار – أبو الهيثم محمد درويش

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

في ظل سيادة المادية وطغيانها على أفئدة معظم الناس وفي ظل انهيار منظومة القيم والأخلاق لضعف الوازع الديني، يجد صاحب الخلق الرفيع نفسه وحيداً بل مضطهداً في بعض الأحيان متهماً بالرجعية تارة أو حتى بالضعف وقلة الحيلة تارات، لا لسبب واضح ولكن فقط كونه هين سهل قريب من الناس يتغاضى عن الهفوات، فيطمع في أخلاقه الكثير من فقراء الأخلاق تارة بالاستهانة وتارة بمحاولة الاستغلال.

ولهؤلاء الغرباء أزف البشرى:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «أَلَا أُخْبِرُكم بمَن يَحْرُمُ على النَّارِ، وبمَن تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟ على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سهْلٍ» . المصدر : سنن الترمذي

فنصيحتي يا صديقي هون عليك ودعك من انتقادات البعض للين قلبك وطيب طبعك وأبشر بالمعافاة من النار.

حيث أَوْضَحَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديث صِفَةَ المُعافى مِنَ النَّارِ فقال: “على كُلِّ قَريبٍ”، أي: قريبٍ إلى النَّاسِ “هَيِّنٍ”، أي: يتَّصِفُ بالسُّكونِ والوَقارِ، واللِّينِ في تصرُّفاتِهِ مع النَّاسِ “سَهْلٍ”، أي: سَهْلِ المُعامَلةِ والخُلُقِ، مُيسِّرٍ على النَّاسِ.

أبو الهيثم