حكم تدرب الفتاة في أماكن مختلطة – خالد عبد المنعم الرفاعي

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

ومن المعلوم أن تعلُّم الطبِّ للفتيات من فروض الكفايات الواجب توافرها في بلاد المسلمين، ولن تتمكن الفتاة من التعليم حتى تتدرب عمليًا على المهارات الطبية، والواجب على الفتاة الدينة أن تبحث عن أماكن غير مختلطة، فإن تعذر فلتبحث عن أماكن أقل فتنة؛ لأن بعض الشر أهون من بعضة، ولتضَعَ دينَها نُصْبَ عينيها، وأن تضنَّ به عن الضياع، وأن تتقيَ الله – تعالى – ما استطاعت، ولا يتعرضَ للفتن، والله المستعان، وهو المسؤول – سبحانه – أن يحفظنا وشبابَ المسلمين من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة.

 كما يجب الالتِزام بجميع الآداب الإسلامية من الحجاب الشَّرعي الكامل، وغضِّ البصر، ومع التحلي بالوقار والحزم؛ فلا تخضع بالقول، مع الاحتِراز من الخلْوة المحرَّمة، وعدم مصافحة الرِّجال، وعدم استعمال الطيب والزينة، وغير ذلك مما أوجب الله عليها، وعدم مشاركة أهل الغي في غيهم، فإن آنست من نفسها ريبة أو ركون إلى الحرام أو نحو هذا، فلا تتردد في ترك المكان؛ لأن السلامة في الدين لا يعدلها شيءٌ، وسيجعل الله لها مخرجا؛ كما قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4]، وقال – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّك لن تدَعَ شيئًا لله – عزَّ وجلَّ – إلاَّ بدَّلك الله به ما هو خيرٌ لك منه))؛ رواه أحمد.
فالحذرَ الحذرَ من إيثار الدنيا على الآخرة؛ فالدنيا فانية، والآخرة باقية؛ قال – صلَّى الله عليْه وسلَّم – فيما رواه مسلم في صحيحه: ((الدُّنيا سجن المؤمِن))، وقال أيضًا: ((لو كانتِ الدُّنيا تعدِل عند الله جَناحَ بعوضةٍ، ما سقى كافرًا منها شربة ماء))؛ رواه الترمذي وقال: صحيح غريب،، والله أعلم..