منذ حوالي ساعة
هل هذا الإعلام يمثلك؟ هل هذا الإعلام يمثل الصورة الحقيقية للإعلام الرمضاني؟ وهل هذا الإعلام يصل بك لذروة أدائك الإيماني؟
مع اقتراب شهر رمضان الكريم يشرّفني أن أدعوكم – قرّاءنا الكرام – لمشاركتي في استرجاع (شريط سلوكياتنا في رمضانياتنا) لنقوم سوياً بالمونتاج والإخراج، فنسدل الستار عن رمضان جديد بنكهة الحلاوة الإيمانية.
في كل عام يُقبل علينا شهرُ الجود والقرآن وتُقبل معه الأطعمة الغنية والوجبات الشهية، ولكن هذه المرة ليست الوجبات المغذية، وإنما الوجبات الإعلامية المُشْبَعة بدهون الفساد الأخلاقي لترفع نسبة البعد الديني فتُضعف المناعة ولا ننتفع بعدها بأي غذاء روحي يقدمه لنا شهر رمضان المبارك.
من فضلك عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ:
هل هذا الإعلام يمثلك؟ هل هذا الإعلام يمثل الصورة الحقيقية للإعلام الرمضاني؟ وهل هذا الإعلام يصل بك لذروة أدائك الإيماني؟
هل يوجِّه، يصوِّب، ويصحّح السلوك والاتجاه ليتّفقا مع أهداف الشهر الفضيل؟
للأسف سَمَّوْه «إعلام رمضاني» وادَّعَوْا أنه موجَّه للصائمين، مما يوحي أنه وُضِعَ لمساعدة الصائمين على استقبال الشهر الفضيل وإعداد خطة أعمال لاستثمار الأوقات بالطاعات والابتعاد قدر الإمكان عن اللهو ومضيعة الأوقات!
ولكن إذا وضعنا هذا الإعلام الذي يدّعي أنه رمضاني تحت المجهر، نرى أنه يشحن أوقات الصلاة بالجواذب الإعلامية حتى يتركَ الناسُ صلاةَ التراويح أو يصلّوا بأجسادهم والعقل في المسلسلات!
وهذا ليس بأمر جديد، فهذه هي عادة الإعلام في شهر رمضان، وأهدافه لا تخفى على كل فَطِن ذكيّ حريص على دينه، ولكن الجديد الذي رأيناه تحت المجهر ولم تره العين المجردة هي «سُوسة» الفساد الجهري والدعوة للفاحشة ولكن هذه المرة بشكل رسمي!
ومن هنا البداية: ماذا يريد هذا الإعلام منا في شهرنا؟
إنه «سُوسة» تنخر في أجساد صائمي هذا الشهر الفضيل لتذيب الحسنات، وبدل أن تخرِّج مَدرسةُ رمضانَ أفراداً صالحين يمتد أثرهم لما بعد الشهر الكريم، فلا خِرّيجين ولا صالحين!!
والإنسان ابن إعلامه! لذلك فلا بد من الوقوف أمام إعصار مفاسد وسائل الإعلام بقوة الإيمان!
والخلاصة، ظهور هذا النوع الجديد من اللصوص – وهم لصوص رمضان الذين سرقوا الصلوات بالمسلسلات، وسرقوا السجدات بالتفكير في الشهوات، وسرقوا القيام بما يعرضونه من مُغْرِيات، حتى إنهم سرقوا من أجر الصيام بالمفسدات -والنتيجة: تغيير بوصلة الكثير من الصائمين.
عزيزتي وأعِزّائي: رمضان سوق للطاعات قام وسينفَضُّ بعد شهر، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر!
فلنفتح نافذة رمضان ثم نردد بصوت مسموع: من فضلك يا مدعي الإعلام الرمضاني لن يسبقني إلى الله أحد، وأنا من سيكون بطل مسلسل رمضان، شهر الفضيلة لا الرذيلة.
فهل من أبطال آخرين يشاركونني في هذا المسلسل؟!
Source link