من عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إلى فضيلة وزير الأوقاف الجديد

فضيلة الشيخ  أرجوك أن تتخَلَّى عن الإغراق في مقالات المتصوفة التي لا يطيقها العقل وأن يقبل الناس عصاك تبركا،وأن يحملوك على أكتافهم وأن يتبركوا بلمس ثيابك …

رسالة مفتوحــة إلى وزير الأوقاف الجديد 
صاحب الفضيلة اد: أسامة الأزهري حفظه الله وسدد خطاه  
السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاته
كان حقًا علي أن أرسلَ إليك هذه الكَلمات سرًا فيما بيْني وبيْنك ،ولكنّي عاجز  عن أن أتصل بك، فأنا لم أسعد بلقائك يوما،ولا أعرف سبيلا لأهمسَ في أذنك الواعية بهذه الكلمات .
أخي الكريم. صاحب الفضيلة [ وهذه عندي أجلّ وأبقى من قولهم “معالي الوزير”،«فخامة الرئيس،وجلالة الملك والسلطان » فالأستاذ الجامعي المخلص المتقن – عندي – أعلى وأكرم من كل منصب سياسي] :
لا شك في أنك أستاذا عالمًا معلمًا ومتعلّما وداعية متفردٌ متميّز تفكيرًا وتعبيرًا من كثير من أقرانك ،بل بعضُ أساتذتك، ويغبطك كثير منهم على ذلك الذي أنت عنه مسؤول يوم القيامة ، لا شك في هذا عندي على الأقل، وأنا لا أتزلف إليك فلبْستْ بي حاجة عندك ولا عند غيرك،والحمد لله رب العالمين.
صاحب الفضيلة: ابتلاك الله تعالى بِمصنب”الوزير” لترَى أنت أولا أيَّ رجلٍ أنت :
أأنت ستُرهقُ من يأتي بعدك وزيرا للأوقاف فلا  يتمكن من أن يعطس بغبار سعيك النصيح في نصر الحق بالحق وفي صناعة الخير  وفي تحقيق رسالة المسجد في الإسلام  كما أنت عليم بها فيما أحسب والله حسيبك أم أنك ستجعل مساجد الله تعالى منابر سياسيةٍ ومراتع رقص للمتصوفة الأدعياء ، ومسارح لغناء آل أبي شعرة،ومن لف لفهم.  
ومناشر بدع ودعاوي من نحو قولهم :
إذا قرأت كذا ألف مرة كان لك كذا 
وإذا فعلت كذا كان لك كذا
وأنك إن اعتزلت الناس في خلوةٍ وزهدت أربعين يوما  رأيت سيّدنا رسُول الله – صلّى اللهُ عَليْهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِه وسَلّم – يقظة ومناما … 
أنت أيها البشيخ في ابتلاء عظيم  إمّا أنك   تتصاعد به إلى مقام الاجتباء،والاصفاء ، فكون من ورثة سيّدنا رسُول الله – صلّى اللهُ عَليْهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِه وسَلّم – تخرج الناس بلسان حالك ومقالك من الظلمات إلى النور  وإمّا ان تكون….
فضيلة الشيخ  أرجوك أن تتخَلَّى عن الإغراق في مقالات المتصوفة التي لا يطيقها العقل وأن يقبل الناس عصاك تبركا،وأن يحملوك على أكتافهم وأن يتبركوا بلمس ثيابك …. فأنت الآن  شخصية عامة ،وللشخصية العامة أصولها وضوابطها ،وأنت بها أعلم مني وأقدر على تحقيقها .
أيها الشيخ الجليل نريد أن نرى معنى اسمك«أسامة» قائما في حالك .
دمت محفوظًا بحفظ الله تعالى ، معانا على إزهاق الباطل وإماتة البدع بهدي القرآن والسنّة التي أنت أستاذ علومها في الأزهر 
ودمت ناشرًا للهدي النّبوي في عباد الله تعالى بلسان حالك ومقالك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ا. د محمود توفيق محمد سعد
عضو هيئة كبار العلماء.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *