لا تفكر في تعقد المشكلات وصعوبة حلها وتاريخها الطويل وتعدد أطرافها وتداخل أسبابها! فكر أولا! في زرع إرادة الصلح ومحبته في المختلفين.
قال تعالى: {إِن یُرِیدَاۤ إِصۡلَـٰحࣰا یُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَیۡنَهُمَاۤۗ}
المشكلات بين الخلق كثيرا ما تكون شائكة ومعقدة ومنهكة؛ لاختلاف طبائعهم، وتباين ما عندهم من العقل والدين والبصيرة.
والتوفيق بين مطالبهم وأهوائهم وإراداتهم فوق قدرة الخلق وطاقتهم.
تجلس إلى متخاصمين، إلى زوجين، إلى متبايعين، إلى متشاركين إلى قريبين؛ فتحتار: كيف يمكن إصلاح كل هذا الركام من الاختلاف؟
وكيف تقنع العقول مع اختلافها وطريقة فهمها وشحها وقناعتها بحقها وألمها مما تراه ظلما عليها وتعدد المواقف ومواضع الاختلاف؟
الإمساك بكل جوانب المشكلات: عسير على البشر المصلحين الذين يتفاوتون أيضا في قدراتهم ويتأثرون ببلاغة الخصوم وقدرتهم على الشرح والبيان.
ولكن الله الرحيم العليم -سبحانه-
تكفل بالتوفيق جل وعلا عند توفر شرط واحد فقط:
– وجود إرادة صحيحة صادقة للإصلاح
– ونية طيبة ومحبة للصلح.
والآية وإن كانت في الحكمين عند أكثر المفسرين أو عامتهم.
فإنه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما تعم كل مصلح.
لا تفكر في تعقد المشكلات وصعوبة حلها وتاريخها الطويل وتعدد أطرافها وتداخل أسبابها!
فكر أولا! في زرع إرادة الصلح ومحبته في المختلفين.
في بيتك مع أهلك وزوجك.
لتبقى إرادة الإصلاح هي الأصل مهما احتدمت المشكلات.
أيقظ محبة الوئام في قلب زوجتك وقلبك.
لا ترتهن لوساوس الانتقام والثأر والانتصار …
حينئذ:
فالتوفيق قد تكفل الله به.
وكل المشكلات سهلة والمعضلات ستراها وقد انحلت عقدها عقدة عقدة.
إرادة الإصلاح هي باب التوفيق ومدخل الخيرات والسعادة.
كيف نربي هذه الإرادة في قلوبنا؟
بالكلمة الطيبة ..بالإحسان …بتعظيم فضائل الوئام والسكينة …بالصبر والعفو والتغاضي والتغافل…
بالذكريات الجميلة والحنين …
باستدعاء جمال الحياة في جنة الوئام والحب
وأشياء ربما تعرفونها ولا أعرفها….
عظموا إرادة الإصلاح في قلوبكم وقلوب أحبتكم…تفتح لكم الخيرات ويؤلف الله بين قلوبكم.
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {إن يريدا إصلاحا} قال: هما الحكمان {يوفق الله بينهما}، وكذلك كُلُّ مُصْلِحٍ يوفقه الله للحق والصواب
________________________________________________
الكاتب: عبدالله بن بلقاسم
Source link