من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة

“مَنْ كان مُسْتنًّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد – ﷺ – كانوا خَيرَ هذه الأمَّة، وأَبَرها قُلوبًا، وأَعْمقَها عِلْمًا، وأَقَلّها تَكلفًا قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه

قال عبد الله بن مسعود(ت: 32هـ) – رضي الله عنه -:

“مَنْ كان مُسْتنًّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد – صلى الله عليه وسلم – كانوا خَيرَ هذه الأمَّة، وأَبَرها قُلوبًا، وأَعْمقَها عِلْمًا، وأَقَلّها تَكلفًا، قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه – صلى الله عليه وسلم – ونَقلِ دينه فَتَشبَّهوا بأَخْلاقِهِم وطَرائِقِهم؛ فَهُمْ كانوا عَلَى الهَدْي المُستقِيم”[1]، فهؤلاء هم الذين أمر الله عباده أن يستنوا بهم.

 

وقال الإمام البربهاري في شرح السنة(ت: 329هـ) – رحمه الله -: ” اعلم أن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر، فمن السنة لزوم الجماعة ومن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالًّا مضلًّا”، وقال: “واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعًا مصدقًا مسلمًا، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد كذبهم، وكفى بهذا فرقةً وطعنًا عليهم، قال ابن مسعود: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم”[2].

 

يقول أبو العالية الرِّيَاحِي (ت: 90هـ) – رحمه الله -: “عليكم بالأمرِ الأوَّلِ الذي كانوا عليه قبل أن يفتَرِقوا”، ويقول الإمام أحمد(ت: 241هـ) – رحمه الله -:

“أصولُ السُّنَّة عندنا: التمسُّك بما كان عليه أصحابُ رَسولِ الله – رضي الله عنه-، والاقتداءُ بهم”[3]، وعن سَلاَّم بن مِسْكين الأزدي(ت: 164هـ)، قال: كان قتادة إذا تلا:  {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}  [فصلت: 30]، قال: “إنكم قد قلتم ربنا الله فاستقيموا على أمر الله، وطاعته، وسنة نبيكم، وامضوا حيث تؤمرون، فالاستقامة أن تلبث على الإسلام، والطريقة الصالحة، ثم لا تمرق منها، ولا تخالفها، ولا تشذ عن السنة، ولا تخرج عنها، فإن أهل المروق من الإسلام منقطع بهم يوم القيامة، ثم إياكم وتصرف الأخلاق، واجعلوا الوجه واحدًا، والدعوة واحدة، فإنه بلغنا أنه من كان ذا وجهين، وذا لسانين كان له يوم القيامة لسانان من نار”[4].

 


[1] جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر: (2/ 97)، الحجة في بيان المحجة، للأصبهاني: (498)، الشريعة للآجري: (1143). الشريعة المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي (المتوفى: 360هـ) المحقق: الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي الناشر: دار الوطن – الرياض – السعودية الطبعة: الثانية، 1420 هـ – 1999م – عدد الأجزاء: 5.

[2] شرح السنة للبربهاري (ص: 1).

[3] أصول السنة: (14).

[4] الإبانة لابن بطه: (163).

_______________________________________________________
الكاتب: الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

العز بن عبد السلام سلطان العلماء

منذ حوالي ساعة كانت حياة الشيخ العز بن عبد السلام عبارة عن سلسلة متواصلة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *