لا أعلم دعاء جاء الوحي بالحث عليه، وشرعه في أعظم المقامات وأوجبه مكررا، إلا الدعاء بالهداية>
لا أعلم دعاء جاء الوحي بالحث عليه، وشرعه في أعظم المقامات وأوجبه مكررا، إلا الدعاء بالهداية
مما يدل على أنها أعظم فاقة يضطر لها كل العباد، وأنها أعظم أسباب سعادة الدنيا والآخرة.
فالفاتحة التي هي سورة الصلاة كلها، نصفها الأول،حمد وثناء وإقرار بين يدي هذا الطلب العظيم، ونصفها الثاني هذا الطلب.
وأمر الله بها رحمة بعباده سبع عشرة مرة لشدة فاقتهم لها، وما سعد أحد إلا بما ناله من إجابة هذه الدعوة
وما شقي أحد في الدنيا والآخرة إلا بنقص نصيبه منها، ولا ذهبت الحيرة والأحزان والضيق إلا بأنوارها
ولو انكشف للعبد آثار هذه الدعوة لما فتر عنها لسانه، وما غفل عنها قلبه ولدعا بها لنفسه وأحبابه.
فالعبد ضال إلا إذا هداه ربه، ضال في دنياه وفي دينه وفي حياته وفي معاملته وتجارته وكلامه وأهله وولده وجيرانه ضال في كل وجه حائر في كل أرض تائه في كل حال إلا بهداية الله له.
اللهم اهدنا صراطك المستقيم، قم في الصلاة، وأنت تشعر بمشاعر ذلك الحائر في الصحراء التائه بين رمالها الذي فقد طعامه وشرابه ورفاقه لا يدري أن يسير ويتوجه.
الطالب لهداية ربه في كل شؤونه في نفسه وعبادته وأهله وولده وعمله ومشكلاته وأزماته، ثم قلها بلسان المسكين الضعيف الذي يرجوا رحمة ربه (اهدنا الصراط المستقيم).
فيا لها من ساعة نور الله لك فيا السبل وهداك لأقوم الطرق في كل شيء، فرأيت النور في نفسك وأهلك ولسانك وجوارحك وعلاقاتك وحياتك
Source link