منذ حوالي ساعة
فهذه توجيهات لمن سألني كيف يصبح عالمًا بعلوم الشريعة؟ فقلت له: لقد سألت عن أمر عظيمٍ، يتم بمشيئة الله بالأمور التالية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فهذه توجيهات لمن سألني كيف يصبح عالمًا بعلوم الشريعة؟
فقلت له: لقد سألت عن أمر عظيمٍ، يتم بمشيئة الله بالأمور التالية:
أولًا: الإخلاص لله سبحانه في طلب العلم:
للحديث التالي: عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»؛ رواه إماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.
ثانيًا: تقوى الله:
لقوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].
وقوله عز وجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3].
ثالثًا: الدعاء الصادق:
لقوله سبحانه: ﴿ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ﴾ [غافر: 60].
رابعًا: ملازمة عالم رباني متمكن من العلم.
خامسًا: المطالعة والبحث المستمر مع السؤال عما يشكل عليك.
سادسًا: فهم المصطلحات الشرعية مثل: ( الكفر- الفسوق – البدعة – الواجب – المستحب – الشرط – الركن ) حتى لا تقع في التحريف والتصحيف.
سابعًا: التأني في الطلب، والصبر، وعدم استعجال الثمرة، وعدم استعجال التصدر.
ثامنًا: الالتحاق بكليةٍ لتعليم العلوم الشرعية وفق فهم السلفِ؛ لأن الدراسة بها تعطي بعض مفاتيح العلم، وتسهل فهم المصطلحات.
تاسعًا: الحرص على العمل بالعلم؛ فثمرة العلم الحقيقية هي العمل به؛ لقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].
عاشرًا: الحرص على اجتناب المعاصي؛ فهي تنسي العلم وتضعف بركته.
حادي عشر: المطالعة عن فضل طلب العلم والعمل به.
ثاني عشر: المطالعة في سير العلماء وصبرهم وجلدهم في طلبه، كل هذا مما يشحذ الهمة ويقوي العزيمة والصبر.
ثالث عشر: التأني والتدرج في الطلب:
فتبدأ بالكتب المناسبة لمستواك العلمي ثم تتدرج، وتستشير في ذلك شيخك الذي تتلمذ على يديه فهو أعلم بما يناسبك.
رابع عشر: العناية بحفظ القرآن مع معرفة معانيه والإكثار من تلاوته بتدبر والاجتهاد في العمل به.
خامس عشر: حفظ أكبر عدد ممكن من الأحاديث النبوية، مع فقه معانيها والاجتهاد في العمل بها.
سادس عشر: حفظ ما تيسر من متون العلم الضرورية التي اعتنى العلماء بحفظها وتستشير شيخك في ذلك، حفظك الله ووفقك لنيل العلم النافع والعمل الصالح!
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين.
_______________________________________
الكاتب: الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
Source link