تُعتبر “مشكلة” وجود الشر في العالم من أشهر وأبرز حجج الملحدين واللاأدريين، وهي من القضايا التي تتجاذبها الجوانب العاطفيَّة، وكذلك الفلسفيَّة
تُعتبر “مشكلة” وجود الشر في العالم من أشهر وأبرز حجج الملحدين واللاأدريين، وهي من القضايا التي تتجاذبها الجوانب العاطفيَّة، وكذلك الفلسفيَّة. وقد جرى حوار حول هذه القضية بين الفيلسوف برتراند رسل، ومؤرخ الفلسفة فريدريك كوبلستون.
قال كوبلستون: سيد رسل كيف تميز بين الخير والشر؟
فقال رسل: بالطريقة نفسها التي نميز فيها بين اللون الأزرق واللون الأخضر.
قال كوبلستون: انتظر لحظة! نحن نميز بين اللونين بواسطة الرؤية، أليس كذلك؟ فكيف تميز بين الخير والشر؟
فقال رسل: على أساس الإحساس!
يقول فريدريك أنتوني زاكارياس مُعلقًا على الحوار: سيد رسل، بعض الثقافات يحبون جيرانهم، وبعضها يأكلون جيرانهم! جميعهم ينطلقون على أساس الإحساس. هل لديك أي تفضيل شخصي؟
وقد اعترف برتراند رسل في رسالة كتبها قال فيها: “أنا لا أعرف كيف أتعامل مع هذه القضية الأخلاقية؟! إنها تطاردني”.
يقول فريدريك أنتوني زاكارياس وهو يتحاور مع أحد الملحدين: “سؤال القانون الأخلاقي شيء في داخلنا، فحينما تقول: هناك شيء هو شر، هل تفترض أن هناك شيء هو خير؟ ستقول نعم. وحين تفترض أن هناك ما هو خير فيجب عليك أن تفترض وجود قانون أخلاقي وأنت تعترف بهذا القانون. وإذا اعترفت بوجود قانونٍ أخلاقيٍ فيجب أن تعترف بمن وضع هذا القانون الأخلاقي. وهذا هو الشيء الذي تحاول أيها الملحد أن تنكر وجوده! إنك إذا أنكرت وجود الله (واضع هذا القانون)، فحينها لا وجود للقانون الأخلاقي، وإذا ذهب القانون الأخلاقي فلا وجود للخير، وإذا كان الخير لا وجود له فإنَّ الشر لا وجود له أيضًا!”.
ولذلك قال عالم الأحياء البريطاني والملحد المعاصر ريتشارد دوكنز: “يجب علينا أن ننكر حقيقة الشر إذا أردنا أن تبقى حجتنا”.
Source link