كلَّما أقبل الليل – يُخيَّل لي أنَّه خُلقَ للقرآن.
كلَّما أقبل الليل – يُخيَّل لي أنَّه خُلقَ للقرآن.
1- وفي القرآن الكريم إشارات إلى ذلك:
قال الله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل: 20].
2– وقد خاطب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].
3- وفي دراسة قرآنية لي بعنوان: “وظائف الليل” اكتشفتُ عشرَ وظائف فيه، والنوم ليس سوى وظيفة واحدة من هذه الوظائف العشر!
4- وفي سير السلف الصالحين عجائب وغرائب في هذا الباب المهم في حياتنا، يحتاج إلى تجلية وبيان:
ومن ذلك ما جاء في سيرة الحافظ عبدالغني الجَمَّاعيلي، التي جمَعها الحافظ ضياء الدين المقدسي؛ قال: سمعتُ الحافظ عبدالغني يقول: أضافني رجلٌ بأصبهان، فلمَّا تعشَّينا كان عنده رجل أكَل معنا، فلمَّا قمنا إلى الصلاة لم يصلِّ، فقلتُ: ما لَه؟
قالوا: هذا رجل شمسي – يعني: يَعبد الشمس – فضاق صَدري، وقلتُ للرجل: ما أضَفتني إلَّا مع كافر؟!
قال: إنَّه كاتب، ولنا عنده راحة.
ثمَّ قمتُ بالليل أصلِّي، وذاك يَستمع، فلمَّا سمع القرآن تَزَفَّر، ثمَّ أسلم بعد أيام، وقال: لما سمعتُك تَقرأ وقع الإسلامُ في قلبي[1].
[1] سير أعلام النبلاء 21 / 454.
___________________________________________________
الكاتب: د. عبدالسميع الأنيس
Source link