حكم وجود أثر المذي في الملابس – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم علمت من فتاوي سابقة ان المذي يكفي فيه النضح وكنت دائما ما اقوم بي اخذ كافة ماء وانزلها علي اثر المذي ويكون نقطة علي ملابس واكتفي بي هذا بعدها سمعت ان يجب ازالة الاثر من علي الملابس عين النجاسه فهل يجب عند نضح المذي ان ازيل اثره وفي مره من مرات قمت بي نضح ولم يزال اثره بي فرك بي الاصبع

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد دلت النصوص الشرعية الصحيحية على أن المذي نجِسٌ وناقضٌ للوضوء، وأنه يجب غَسْلُ الفرْج منه، أما ما يصِيبَ من  يصيب الثِّياب، فإنه ينَضْحُ، وهو الرشُّ على موضع المذي، ومعلةم أن النضح غير الغسل فهو لا يزيل عين النجاسة وإنما يخففها؛ ففي “الصحيحيْنِ” عن علِيٍّ قال: كنتُ رجُلًا مَذَّاءً، فأمرتُ رجُلًا أن يسأل النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – لمكانِ ابنتِه، فَسَأَلَ، فقال: ((توضَّأْ واغْسِلْ ذَكَرَكَ)).

وروى أحمد وأبو داود والتِّرمذي عن سَهْل بن حُنَيْف قال: كنتُ ألقى من الْمَذْي شدَّةً، وكنتُ أُكثِرُ منه الاغتسالَ، فسألتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك؛ فقال: ((إنما يُجْزِيكَ من ذلك الوضوءُ)). قلتُ: يا رسولَ الله؛ فكيفَ بما يُصيبُ ثوبي منه؟ قال: ((يَكفِيكَ بأن تَأْخُذَ كفًّا من ماءٍ، فَتَنْضَحَ بها من ثَوْبِكَ حيثُ ترى أَنَّهُ أصابَهُ))، والنضح: هو الرش بالماء.

جاء في “لسان العرب” لابن منظور: “النضح الرش، نضح عليه الماء ينضحه نضحًا إذا ضربه بشيء فأصابه منه رشاشٌ، ونضح عليه الماء ارتش”. انتهى.

جاء في المستدرك على مجموع الفتاوى (3/ 49): :قال ابن القيم رحمه الله: ومن ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل عن المذي فأمر بالوضوء منه فقال: كيف ترى بما أصاب ثوبي منه؟ قال: «تأخذ كفًا من ماء فتنضح به حيث ترى أنه أصابه»، فجوز نضح ما أصابه المذي، كما أمر بنضح بول الغلام. قال شيخنا -شيخ الإسلام ابن تيمية-: … وهذا هو الصواب؛ لأن هذه نجاسة يشق الاحتراز منها لكثرة ما يصيب ثوب الشاب العزب، فهي أولى بالتخفيف من بول الغلام ومن أسفل الخف والحذاء، ولا يجب غسل الثوب والبدن من المذي والقيح والصديد، ولم يقم دليل على نجاسته، وحكى أبو البركات عن بعض أهل العلم طهارته، والأقوى في المذي أنه يجزي فيه النضح، وهو إحدى الروايتين عن أحمد”. اهـ.

وقال في “المسائل والأجوبة”(ص: 191): “وذهب إلى أن المذي يجزئ فيه النضح، قال: وقد روي عن أحمد أنه طاهر كالمني، و على القول بنجاسته فهل يعفى عن يسيره؟ على قولين / هما روايتان عن أحمد”.

وعليه، فوجود أثر المذي في الثياب معفو عنه؛ حيث إن الشارع الحكيم خفف في تطهيره، وأمر برش أثره في الثياب، ومعلوم أن الرش لا يزيل العين وإنما يخففها، ولو كان الواجب إزالة المذي بالكلية لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل،، والله أعلم.

 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

هل عمل القلب معتبر في الكفر أم القصد إلى الفعل؟ – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال: انا من حوالى 5 سنين وانا عمرى 19 سنة حصل ايذاء للنبي اقرب الى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *