أثار حفل زفاف تركي الكثير من الجدل هذا الأسبوع جراء الإنفاق المالي الكبير، فقد حظيت العروس بـ 4 كيلوغرامات من الذهب، في حين حصل العريس على 6 ملايين ليرة تركية (ما يعادل أكثر من 230 ألف دولارٍ أميركي)، فهل يعتبر هذا الإنفاق أمراً اعتيادياً في حفلات الزفاف في تركيا؟ وهل تعد واحدة من مراسيم الزواج التي تختلف طقوسها من ولاية إلى أخرى لتعدد القوميات والمذاهب والطوائف؟
بحسب أكاديمي وباحث تركي، يعتبر تقديم المجوهرات أمراً طبيعياً وشائعاً في عموم حفلات الزفاف التركية وفي جميع مناطق البلاد، حيث يتمّ منح العروس والعريس بعض الهدايا مثل الذهب والمال وما إلى ذلك من الهدايا الثمينة، مثلما حصل في حفل الزفاف التركي الذي أقيم قبل أيام وأثار جدلاً كبيراً نظراً لكمية الذهب التي حظيت بها العروس والمال الذي قُدِم للعريس.
وقال مصطفى كمال جوش كون، الأستاذ المشارك السابق في قسم علم الاجتماع بجامعة أنقرة لـ “العربية.نت” إن “أقرباء العروس والعريس في معظم حفلات الزفاف يقومون بتقدّيم الهدايا لهما وهي متواضعة للغاية، بمعنى أنها عادةً ما تغطّي تكاليف الزفاف على أكبر تقدير”، مشيراً إلى أن “ما حصل قبل أيام هو حالة نادرة لا نصادفها إلا في حفلات الزفاف القبلية وهي شائعة في منطقة جنوب شرقي الأناضول أو في حفلات زفاف الطبقة البرجوازية الغنية أو البرجوازية الإسلامية.
وأضاف أن “حفلات الزفاف التي يتمّ فيها تقديم كمياتٍ كبيرة من الذهب والمال يمكن العثور عليها لدى أولئك الذين ينتمون للبرجوازية العلمانية والإسلامية ولدى بعض القبائل، ومقابل هذه الحالة، يشعر الفقراء بالعار من عدم الثراء، وقد يتراكم لديهم غضب واستياء كبيران ضد البرجوازيين الأغنياء، ونأمل أن ينفجر هذا الغضب يوماً ما”.
وفي تركيا التي تتعد فيها الأعراق والأديان، تكاد تتشابه طقوس الزفاف لدى كل فئات المجتمع، لكنها تختلف في أمور تتعلق بالمهر وتقديم الطعام وكمّياته.
وفي مختلف مناطق البلاد، يتمّ شراء الذهب للعروس مسبقاً، كما يتمّ تقديم مجوهرات ذهبية إليها لاحقاً كهدايا من قبل أقربائها.
وفي عدد من المناطق التركية يشترط أهل العروس تقديم هدايا لأقربائها كشقيقاتها وخالاتها وعمّاتها وآخرين.
وحتى الآن يطلب غالبية السكان في تركيا من أهل العريس دفع المهر، الذي غالباً ما يكون – بعد الاتفاق عليه – مبلغاً مالياً، كما يطلبون تقديم كمية من الذهب.
Source link