كن رمانة ميزان علاقاتك! – طريق الإسلام

إنَّ العلاقات الاجتماعية تتطلَّب الموازنة، فلا تُغلِّب مصلحة أحدٍ على أحدٍ، حياتك كقاربٍ يشقُّ البحار للوصول إلى بَرِّ الأمان.

إنَّ العلاقات الاجتماعية تتطلَّب الموازنة، فلا تُغلِّب مصلحة أحدٍ على أحدٍ، حياتك كقاربٍ يشقُّ البحار للوصول إلى بَرِّ الأمان.

 

تحَلَّ بالحكمة والصبر؛ فإن الحكمة تُمكِّنك من الموازنة بين الأمور والتريُّث قبل أخذ القرار وعدم ظُلم الغير، أمَّا الصبر فيُسهِّل عليك تجاوز العقبات، واجتناب العثرات، والسير في سلام وأمان، وتحقيق الغاية في آخر المطاف.

 

ما أجمل أن تُوازِنَ بين الأمور! فالوسطية في جميع مضامين الحياة “زينةٌ”، والموازنة هي أقربُ للعدل والإنصاف، وهاتان القيمتان غاليتان في حياة الإنسان، وهُما الجناحان للتحليق في السماء.

 

كُنْ حصيفًا ولا تتسرَّع؛ لأنَّ التَّسرع يجرُّ عليك أَخْذ القرارات في أحوال الغضب ولن تكون سليمة في المطلق، والحصافة منطقٌ في الرؤية، وعمقٌ في التفكير، وأمانةٌ ورسالةٌ وهدفٌ تضعهُ نُصْب عينيك.

 

ارأف بالضعيف ووَاسِ الحزين ولا تَكُنْ صَعْبَ المِراس؛ فالأنفسُ تقترب إلى الهيِّن الليِّن طَيِّبِ القلب، فإنه يَكْسِبُ ودَّ الناس ويلوذون إلى رِحابه عند الحاجة ويُبجِّلون مكانته ويرفعون من شأنه.

 

رمانةُ الميزان لا تُغلِّب كِفَّة على كِفَّة، دقيقةٌ وتُعَادِلُ في المقادير فَتَمَثَّلَهَا كسلوكٍ لك وأُنْمُوذَجٍ في الحياة.

 

إنَّ العلاقات الاجتماعية تستلزمُ منك فنَّ التعامل فتتيسَّر معك الالتزامات على قاربٍ هَادئ، والعدالةُ فنٌّ في التعامل وحكمةٌ وتبصُّر، حصافةٌ وعمقٌ في النظر، عدلٌ وإنصافٌ وعَدم ميلٍ، فَكُنْ رمانة ميزان علاقاتك حتَّى تضمنَ هذا الاعتدال، يقول “ابن حزم الأندلسي” في أبيات رائعة:

زمام أصول جميع الفضائ  **  ل عدل وفهم وجود وبـــــــاسُ 

فعن هذه ركّبَت غيرهــــــا  **  فمن حازها فَهْو في الناس راسُ

________________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الشدة والفرح – علي بن عبد العزيز الشبل

«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» جاءت هٰذِه الكلمة دلالةً عَلَىٰ ما في قلوب المؤمنين، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *